عندما نتحدث عن رفع مستوى الوعي الثقافي في كرة القدم بشكل عام، لمحاولة مواكبة التطورات الهائلة التي تشهدها الكرة في العالم، فإننا نقصد بذلك مؤسسات ولجاناً معينة مهمّتها العمل على الارتقاء بثقافة العقول لمحاكاة التوسع الحاصل في التطور الكروي وتفوّق العديد من الدول في الاستخدام الأمثل للتقنية بما يُشكل نقطة تحول إيجابية تتحدى بها العالم . بالإضافة إلى الاعتماد على أصحاب الممارسة المهنية والاستفادة من الخبرات، وتوفير الجوّ الصحي المناسب للموظف حتى يشعر بالراحة النفسية تجاه أي عمل ينوي القيام به، كما هو المحترف الأجنبي الذي تحرص إدارة ناديه للمحافظة على صحته وصفاء ذهنه وذلك بإجباره على القيام بنظام غذائي معين خالٍ من "الفول" الراعي الرسمي للإفطار العربي، وبالرغم من توفر كل هذه الإمكانات لدينا من حيث المادة والخبرة والأيدي العاملة لكي ننافس أو حتى نتصنّع المنافسة، مع ذلك فمن المستحيل أن نصل إلى مستويات متقدمة على مستوى الرياضة في العالم طالما اعتدنا على أن الامور تُدار بِحَبْ الخشوم. لا أحاول التشكيك في مهنية أي شخصٍ بعينه ولكن الاستشهادات كثيرة على تقاعس (البعض) في كثير من القضايا، فهم لا يَعمَلُون بالمثل الحجازي الذي يقول (اكْنس بيتك وُرشّه، ما تدري مين يُخشّه) . لست متشائماً بطبعي ولكننا لم نلتمس أي بوادر تبشر بذلك التطور المزعوم الذي ظلّ وسيظلُّ من ضمن قائمة أحلام اليقظة التي وُعِدنا بها في الرياضة، والتي لازالت تتمرد في تنفيذها، وآخرها هي أشهر قضية "رشوة" رياضية على مستوى العالم العربي والتي (فُضِحَتْ) على الملأ بالصوت والصورة، ولم يصدر بها حكم فعلي حتى الآن، فإذا كان هذا هو وضع اللجان فعلى الرياضة السلام. وخزه (بعض) رؤساء الأندية يغبطون على جماهيرهم لضعف حضورهم في الملاعب، ولا يعلمون أن طريقة الجلوس على مقاعد الدرجة الثانية في ملاعبنا هي بحد ذاتها "فلسفة" لا يفهمها أصحاب الطبقة البرجوازية .