في رياضتنا عشنا جنون الانقلابات في اللوائح والأنظمة.. وهي التي أخلت بها.. وجعلتها عرضة لأحاديث لا تنتهي.. ولعل الأمير نواف بن فيصل في تفنيده عدم قبول تكليف الأمير عبدالله بن سعد لرئاسة التعاون - أقول تكليف وأشدّد هُنا على كلمة تكليف ألف مرة.. وليس عقد جمعية عمومية - يجعلنا نؤمن بأننا ما زلنا نميل مع طرف دون الآخر.. عندما شدد سموه على أن الأنظمة واللوائح هي التي أبعدت عبدالله بن سعد عن رئاسة التعاون..!! لسنا ضد الأنظمة.. ولا تطبيقها.. لكننا ضد التباين في تطبيقها.. ولا نحتاج لتكرار الحديث عن العديد من الحالات المُشابهة لقضية رئاسة التعاون.. وكيف تم تجاوزها، بينما وقف النظام ضد التعاون.. وعند تجاوزها عند الآخرين تم التعامل معها بروح النظام وسماحته وليس بصلبه الذي عقَّد أموراً كثيرة..!! من المواضيع التي دار النقاش حولها أثناء حديثه الأخير ل(الجزيرة) استشهاده برقم عندما ذكر أن المئات من الطلبات المُماثلة تم رفضها.. وبالتالي إن كانت مئات تُطلق على أكثر من (100) فنحن لدينا (153) نادياً - يعني ثلاثة أرباعها - طلبت التكليف.. ولهذا أخذت أتأمل في الأسباب التي دعت ثلاثة أرباع أنديتنا تطلب التكليف.. والإجابة المنطقية لهذا التساؤل تتمثل في نقطة واحدة لا سواها، هي أن هُناك (حاجة غلط).. إما في اللوائح أو في تطبيقها..!! أما الإجابة الدبلوماسية اللبقة لسموه فكانت تلك المُتعلقة بأنه في حال قبول ملف ترشيح عبدالله بن سعد فإن ذلك ربما يُدخل رعاية الشباب في مسائل قانونية.. وهُنا أستغرب كيف فات على سموه أن أربعة من الأعضاء كانوا نظاميين، وتم استبعادهم.. ألم تخشَ الرئاسة أن يدخلوا معهم في مشاكل قانونية.. وهم من حُرموا من شرف خدمة شباب الوطن(؟!) ثم إن ما أعرفه أن النظام نفسه يُجيز للرئيس العام اتخاذ قرار التكليف.. وهذا ما كان عليه رغبة التعاونيين أعضاء شرف وجماهير.. فما دام أنه يحق للرئيس العام اتخاذ القرار فلماذا لم يُتخذ.. ما دمنا نتحدث عن النظام..؟! ليس من المصلحة أن نُبعد شخصيات أبدت استعدادها بمالها وفكرها لخدمة شباب الوطن.. بسبب تعقيدات اللوائح.. والمُهم أن نفهم بإدراك مُنفتح أن اللوائح والأنظمة التي تحرم شباب الوطن وأنديتها من رجال يملكون الفكر والمال.. أنظمة لا فائدة مرجوة منها.. وهو ما يجب إدراكه قبل فوات كل الفرص.. فأنديتنا ورياضتنا وشبابنا حرموا من قدرات إدارية من الممكن أن تُساهم وتُطور.. لولا أننا نقف في وجوههم باسم النظام..!! 101.. وش بقي ما ظهر؟! كُلما أغلقنا إخفاقاً لكرتنا.. ولد آخر.. حتى أننا تعودنا على هذه الصدمات وألفناها.. وبالتالي لا جديد عندما أخفقنا في البطولة العربية التي استضفناها.. وتراجع منتخبنا لأول مرة للمرتبة (101) في التصنيف الشهري الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)..!! وحينما نحاول أن نستطلع تلك الأسباب التي أحالت كرتنا الخضراء إلى الخلف.. فمن البديهي أن نحصل على نتيجة منطقية وصريحة تقول إن الاتهام المُباشر لا بد أن يوجَّه على الفور وبدون تحفظ صوب السياسة العقيمة التي تسير عليها رياضتنا.. هذه السياسة التي تؤمن إيماناً تاماً بأسلوب الترقيع.. أو (مش حالك).. فهم يرون أن هذا هو الأنسب للتطور والنجاح وتحقيق المُراد..!! مُنتخبنا لم يعد كما كان.. بل يتراجع وبصورة مُخيفة.. دون مُعالجة.. ودون ترتيب للأوضاع وإصلاح الخلل.. ذهب مُدربون كُثر.. وحضر مثلهم.. وأقيل إداريون.. وحضر آخرون.. والحال ظل على ما هو عليه.. بل الأمور ازدادت سوءاً..!! مشهد المُنتخب لا يحتمل الكثير من الإخفاقات.. لقد مللنا الوعود.. ومللنا التغيير على غير (سنع).. غيَّرنا مُدربين وإداريين ولاعبين.. لكننا أبداً لم نُجرب تغيير من يُخطط ويُبرمج.. فهم دون جدال من عرقلوا كرتنا..!! نحن ما زلنا نملك فرصة إصلاح ما انتكس.. ونملك المقومات اللازمة والكفيلة بأن نتجاوز الحالة التي أدت إلى انحدار مُنتخبنا بهذه الصورة.. علينا ألا نُصدق أننا ما زلنا نعيش مرحلة انتقالية على مستوى اللاعبين.. علينا ألا نُصدق أن ليس لدينا لاعبون موهوبون.. فلا يمكن أن نُلغي عقولنا ونقول إن اللاعبين في دول الخليج.. أو في دول عربية مثل الأردن وسوريا وحتى ليبيا.. يفوقون في مستوياتهم لاعبينا.. علينا ألا نُصدق كُل هذا.. لكن المُشكلة أننا لم نتعامل معهم بالوجه الصحيح.. ونقف في وجه كُل موهبة شابة تدعو للتفاؤل..!! تطور المنتخب لا يأتي إلا من تطور الدوري.. وارتفاع مستواه.. ونحن في كُل مرة نُضعف دورينا.. وإضعافه في منشآت الأندية المُهترئة، في ملاعب تُقام عليها نهائيات ولا تستوعب ربع الجماهير.. وفي تأخر العوائد المالية.. في التحكيم الذي قصم ظهر الكرة السعودية.. في اللجان التي تستقوي على الضعيف.. في القرارات المُهمة التي تُبنى على الشك والخبرة.. إذا تخلصنا من هذه الأسباب سنضمن حل إشكالية مُنتخبنا من الرأس إلى الساس..!! [email protected]