الحفاظ على الصحة أثناء الحج له ضرورة وأهمية وفائدة؛ فأما الضرورة فلأن الحج هو العبادة الوحيدة التي يقتصر أداؤها على مكان واحد وفي وقت خاص مما يجعل الأراضي المقدسة مزدحمة بالحجاج والزحام إن لم تصاحبه إجراءات وقائية فقد يكون سبباً في انتشار العدوى والأمراض، وأما الأهمية فلأن الحاج إذا ما مرض ذهب عنه الخشوع وألهاه مرضه عن عبادته ولم يجد من القوة ما يعينه عليها بل قد لا يستطيع إكمال مناسك حجه ولا يعلم إلا الله إن كان الحج سيتيسر له بعد ذلك أم لا، وأما الفائدة فلأن الحفاظ على الصحة تقرب إلى الله الذي هو بعباده رحيم وإذا ما مرض الإنسان صار المرض إلى من حوله أقرب ا ولمسلم مأجور في حفاظه على صحته إن نوى وأخلص. والصحة أغلى نعمة من الله بعد نعمة الإسلام، لقوله صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله العفو والعافية فإن أحد لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية). يبدأ الحفاظ على الصحة أثناء الحج بأن يعتقد الحاج في أهمية ذلك ويوقن بضرورته والخطوة الثانية أن يتعلم كيف يستطيع القيام بهذا، ولهذا أكتب هذه الكلمات، والخطوة الثالثة أن يعمل بما تعلمه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع وقال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه) جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. 1- تبدأ رعاية الحاج لصحته بمراجعته لطبيبه، فإن كان لا طبيب له التمس طبيباً من ذوي السمعة الحسنة والخبرة المعروفة ليقوم بفحصه وإرشاده لما يجب أن يحرص عليه على أن يكون الطبيب اختصاصيا في طب الأسرة أو الطب العام وهو الفر من الطب الذي يعنى بالوقاية من المرض وتعزيز الصحة والنظرة المتكاملة الشاملة لصحة المراجع في مختلف أحواله. فإن لم يجد التمس طبيباً باطنياً عاما، والغرض من هذا الفحص هو مراجعة أداء أجهزة الجسم لوظائفها ا ولخلو من الأمراض فكم من مرض يكون خافيا بلا أع راض وكثيراً ما يظهر المرض أول ما يظهر في الحج لمشقته. وقد يطلب الطبيب بعض الأبحاث من أشعة أو تحاليل أو استشارة طبيب في تخصص آخر. وعليك في نهاية الأمر أخي الحاج أن تطلب تقريراً يبين فيه الطبيب حالتك الصحية ببعض التفصيل وتأخذه معك. 2- يجب على الحاج الذي يعاني من مرض ما أو يتناول أدوية معنية أن يكتب ذلك في بطاقة يضعها حول عنقه أو كسوار في يديه. 3- إن كنت تتناول دواء بانتظام حسب وصف الطبيب فاصطحب معك ما يزيد بخمسة أيام على ما يكفيك خلال رحلة الحج وخذ معك الوصفة الطبية حتى إذا فقدت أدويتك استطعت شرائها. 4- قم بأخذ التطعيمات الضرورية فعدم تناولها يمثل تهديداً حقيقياً للحاج ومن حوله من الحجاج بمرض خطير. والحصول على شهادات غير حقيقية بتناول التطعيمات تعد زوراً وإثماً مبيناً يجب على الحاج أن ي تفع عنه تقوى الله وحفاظاً على نفسه وغيره؛ وهذه التطعيمات هي: 1) ضد الحمى الشوكية: قبل عشرة أيام أو أكثر من السفر وأن داهمه الوقت يمكن تناول جرعة واحدة من دواء سبروفلوكساسين عدا الحوامل والأطفال فيتناولون دواء ريفامبسين لمدة يومين. 2) ضد الإنفلونزا الموسمية: مع التأكد أن التطعيم مطابق لتوصيات الجهات الصحية في المملكة والتي تصدر سنوياً (حيث يتغير التطعيم من عام لآخر ومن مكان لآخر). 3) ضد الالتهابات الرئوية (نيوموكوكس): ينصح به فقط لمرضى نقص المناعة أو الفشل الكلوي وكذلك للمصابين بالأنيميا المنجلية أو الذين تم استئصال الطحال لديهم أو كبار السن أو من يعانون من أمراض مزمنة في الكبد أو القلب أو الرئة. 4) ضد الحمى الصفراء: ينصح به فقط للقادمين من بعض المناطق في أفريقيا وأمريكا الجنوبية حيث ينتشر هذا المرض. 5) النزلة الدموية (هيموفليس إنفلونزا): ينصح به للأطفال ويفضل للبالغين ولابد أن يؤخذ قبل السفر بأسبوعين على الأقل. 6) تطعيمات الأطفال: يجب التأكد أن الأطفال قد أخذوا جميع جرعات التطعيمات المستحقة لهم ويتم مراجعة المراكز الصحية الأولية لمعرفتها. 5) اصطحب معك حقيبة طبية )فقد يحتاج الحاج لبعض الأدوية البسيطة التي تكفيه الذهاب للطبيب للحفاظ على وقته للعبادة وبها: خافض للحرارة (بانادول) كريم - للتسلخات (بانثينول) مطهر للجروح (بيتادين) شاش طبي غيار طبي معقم مقاس 5 عدد 3 مقص صغير بلاست طبي دواء للرشح والزكام والحساسية (كلاريناز) ×5 كريم للحساسية (أليكا) دهان فازلين مطهر جل لليدين بدون رائحة واقي من عدوى الجهاز التنفسي (كمام) من نو ) N95 وله أشكال عديدة ولونه أبيض وقاسي إلى حد ما ويبا بالحبة وليس من النو الذي يلبسه الأطباء في العمليات ولونه أزرق وطري إلى حد ما ويبا بالعلبة. 6) احرص على النظافة حيث أنها أهم وقاية من الأمراض كما أن البيئة التي يعيش فيها الحاج تحتاج لقدر كبير من النظافة حيث يرتدي الحاج حذاء قدم مفتوحا وملابس غير محكمة مع التعرض للحرارة والعرق والتاب والزحام والإقامة في الخيام. ولهذا احرص على غسل الوجه واليدين والقدمين بالصابون (بدون رائحة) يومياً مرتين على الأقل والاستحمام يومياً وإسباغ الوضوء واحمل معك أغراض النظافة من صابون (مع علبة خاصة لحمله) ومشط ومقص أو أداة لتقليم الأظافر لاستخدامها بعد أن تحل أحرامك وفوطتين تستخدم إحداهما وتنشر الأخرى وملاءة (شرشفا) تفرشها تحتك حين تنام وفرشاة أسنان ومعجون أسنان وآلات الحلاقة وعليك غسل اليدين بالصابون قبل الطعام وبعده وبعد قضاء الحاجة والحرص على استخدام المياه المعلبة )المعدنية( في الطعام وغسل الخضروات والفواكه جيداً قبل تناولها وعدم تناول طعام من الباعة الجائلين فإهمال هذه الإجراءات البسيطة يؤدي لمعظم الأمراض التي يعاني منها الحاج. 7) ارتدي الكمام عند الزحام للوقاية من العدوى. 8) احمل ملابس تناسب الأجواء الحارة ومظلة "شمسية" وحذاء قدم مريحاً حيث أن الحاج غالباً ما يمشي لمسافات أكثر مما اعتاد وعليك الإكثار من شرب السوائل والماء لتعويض التعرق وأقل ذلك يوميا لتين إلى ثلاثة من الماء وتجنب طول التعرض للأجواء الحارة أو الشمس وتجنب التسلخات (وهي أكثر الأعراض شيوعا بين الحجاج) خاصة في الفخذين بدهن الفازلين كل يوم مرتين في أماكن الاحتكاك بين الفخذين وتحت الإبطين وتحت الثديين للنساء. 9) تجنب السلوك غير الصحي مثل: إشعال النار بغرض التدفئة أو طهي الطعام، إلقاء أعقاب السجائر في غير الأماكن المخصصة لذلك،النوم في العراء وافتاش الطرقات مما قد يعرضك للبرد ولدغ الحشرات، السير في مجموعات كبيرة أثناء تأدية المشاعر مما يسبب الأذى والإصابات الزحام والتدافع (إذا كنت تحمل مظلة فارفعها عالياً عند الزحام)، البصق على الأرض ورمي المخلفات وقضاء الحاجة في غير الأماكن المخصصة، تأدية المشاعر مثل الطواف ورمي الجمار في الحر الشديد أو الزحام، النوم تحت السيارات والحافلات، عدم أخذ قسط كاف من الراحة والنوم، عدم الاهتمام بأعراض الأمراض عند بداية ظهورها وإهمالها حتى تستفحل، المشي حافي القدمين. 10) حمل معك ثلاجة صغيرة (ترمسا) وكشافا للجيب وحبلا وسكيناً وملعقة وكوباً وطبقا بلاستيكياً وسجادة فهده الأشياء قد تغنيك كثيرا عند الحاجة إليها. تقبل الله منك وجعل حجك سهلا يسيرا مبرورا وجعل ذهابك للحج غفرانا وانقلابك لأهلك رضى ورضوانا وحفظك من كل شر وسوء. * أخصائي طب الأسرة بجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكةالمكرمة.