إلى معالي وزير الصحة خاصة ( يحفظه الله ) , وإلى أصحاب السعادة مدراء الشؤون الصحية في كل المناطق عامة ( وفقهم الله , للنظر والمتابعة والتدقيق من قبلهم ) , وإلى كل الأطباء والممرضين ممن يمارسوا لهذه المهنة الشريفة ( سواء أكانوا سعوديون أو بأجانب ) ومع كل الإحترام والتقدير لهم جميعا , كذلك وإلى كل قلب محن ويعطف على كل مريض أو مريضة , فاللهم أشفي وعافي كل مرضانا ومرضى المسلمين عامة من كل مرض ومن كل سقم . فأحنو أيها المعنيون ممن قد تم ذكرهم بمرضانا , وأخرجوهم من حالاتهم النفسية والمحطمة والتي قد سببها لهم كل طبيب أو كل ممرض ( بكلى الجنسين , والبعض منهم طبعا ) , وأعطوا لهم الأمل والبسمة والحياة المشرقة من قبلكم , وقولوا دائما وأبدا بأن الحمد لله والشكر له على ما أنعمه الله به علينا من نعمة كثيرة وهي : الصحة والعافية والسلامة الدائمة . وإليكم عني لما سوف أكتبه لكم , فهو من القلب إلى القلب , وأن تحنوا وتشفقوا على كل مريض أو مريضة , فهم أصحاب القلوب المنكسرة والضعيفة , وأن تعاملوهم بكل لطف ومسايرة , وبتشجيع منكم لأن تعطوا لهم الأمل لكي يحاولوا ولو بالخروج من مصابهم وأحزانهم , أو بما قد آلمهم بعد عون الله سبحانه وتعالى , لأن يشفيهم الله وان يعافيهم , فالشفاء النفسي يعد أولا بأسهل الخطوات الهامة , المتبعة والمفيدة , إذ يعد بنصف العلاج , ومن ثم يأتي بعده مرحلة الشفاء المتبعة من قبل المريض أو المريضة , وذلك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى , فهو الشافي والمعافي دائما وأبدا , وما ذلك إلا سبب لأن نقدمه لهم بعد شفاء وقدرة الله عز وجل . فأسمحوا لي لأن أذكر لكم قصة لأحد زملائي , والذين قد كتب الله لهم وحاليا بالشفاء شبه الكامل , وذلك وبعدما كان سابقا يعاني من ( ورم في رأسه ) , وبعدما قد أنتقل هو وعانى من طبيب إلى طبيب , لأن قاموا بتحطيمه لمجرد كشفهم عن حالته دون أن يعطوا له لأي دافع أو تشجيع أو حتى بنسبة بسيطة لأي أمل للشفاء , ومن مستشفى إلى مستشفى ومن عدة تقارير تثبت بعدم شفائه بنسبة سبعين إلى ثمانين في المائة , إلا انه ومع هذا كله فلم يتحطم أمله , وكان توكله دائما على الله عز وجل , بل إنه قد حاول وأصر لأن ينتقل بعد ذلك إلى مستشفى آخر يعد بأفضل من بقية المستشفيات السابقة , والتي تمتلك فيها لأطباء أكفاء لأن يقدرونه , بدلا ممن قد مر عليهم من قبل أو سابقا , وحيث قاموا معه وفي نهاية المطاف استخدام بعض الأدوية فقط , ومن دون أي تدخل جراحي معه , وبعد عدة سنوات ولله الحمد وتشجيعا منهم وصبرا منه بصفته هو المريض , وبيديه بعد الله لأن يصبر ويجاهد للتخلص من مرضه , إلى أن أصبح اليوم و بقدرة الله عز وجل وبفضله ثم بفضل وجهود وتشجيع أحد أطبائه له , و الذي قد أشرف على علاجه منذ سنوات سابقة لأن يتجاوز به من مرحلة الخطر إلى مرحلة الشفاء الشبه التام , والسبب في هذا كله يعود لما قد وجده من حسن التعامل منهم كامريض بأن رفعوا من معنوياته , وأعطوه القليل من الأمل , ولم يتم تحطيمه بشكل مباشر . ولهذا .. وحتى وإن كان الأمل في الشفاء قليلة جدا فلا يجوز لأن يحطم المريض , فالشفاء والحياة وطول العمر فكلها جميعا بيد الله وحده عز وجل , وليس بيد الطبيب الذي يقرر له بأن حالته قد إنتهت أو بأنه لا شفاء له , فالتحطيم هو الجزء المحطم للمريض ويحتل النسبة العالية , فبدلا من أن يتم شفائه , ليؤدي إلى ما هو بعكسه وهو بسوء أو بتدهور حالته كليا . كذلك وحينما يقوم بعض الأطباء في نقلهم للخبر , أو للحالة التشخيصية وخاصة وإن كانت سيئة جدا للمريض أو لأهله بشكل مباشر وسريع مما قد يسبب لهم الزيادة في أوجاعهم وآلمهم , فبدلا من أن يستخدموا طريقة التدرج في ذلك من اجل أن يستوعبوا ما قد قدره الله عليهم , وان يتم إعطائهم ولو بالأمل القليل فقط وليس الكثير في الشفاء , وأيضا وبدلا من أن يقفلوا أبواب رحمة الله في ذلك , فهو القادر سبحانه وتعالى لأن يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي . وفي المقابل أيضا .. فإن ما وجدناه ومع الأسف الشديد وفي بعض مستشفياتنا فعلا , لما هو أطم وأدهى , من سوء تعامل وجلافة من قبل بعض الممرضين أو الممرضات لمرضانا جميعا , وذلك في غياب المراقبين عليهم أو بسكوتهم وبإخفاء الحقائق عن كل ذلك , رغم أنها حاصلة فعلا وتوجد الكثير من التجاوزات , ولو أن كل مسئول قد قام بتجربة نفسه , لأن يخفي هويته الحقيقية , ويجعل نفسه من أجل أن يتأكد من كل هذه التجاوزات بأنها حاصلة في غيابه أو بدون علمه , لأن يكون مريضا في إحدى المستشفيات ولو ل ليلة واحدة فقط لوجد صحة ما ذكرته وبالحرف الواحد , إلا ماشاء ربي .. فهو لأمر نادر. وأخيرا أقولها لأختم مقالي هذا : فهم قد نسوا بأن الله لم ولن يغيب عنهم , لأنه مازال يمهلهم ولكنه سبحانه وتعالى لن يهملهم , وسوف يذوقون حتما ومهما طال بهم الزمان أو قصر بنفس الكاس لأن يشربوه ويتجرعوه مثلما قد فعلوه سابقا مع أو في غيرهم , وذلك في وقت كانوا هم في أمس الحاجة إليهم , وأيضا لأمس الحاجة للرحمة والعطف والشفقة من قبلهم . سامي أبودش كاتب سعودي . www.facebook.com/samiabudash