الحمد لله الذي أفاض علينا من جزيل آلائه أمناً وإيماناً ، وأسبغ علينا من كريم ألطافه مناً وإحساناً. والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، والرسول المجتبى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين: أما بعد : فيا أيها الإخوة القراء الأماثل ، فإنه عند تجدد النعم يزداد شكر المنعم وإننا في هذه الأيام المباركة تحل علينا فرحة مجيدة سامية ، ربيعة على النفوس غالية ، مناسبة تُنَبِّه الأذهان لسيرة الحب والعطاء ، والتطوير والدعم والبناء ، ذكرى بالأمجاد عابقة ، بالأعمال خالصة صادقة ، إنها ذكرى البيعة المباركة الوادقة . إنها مناسبة غراء ، وذكرى زهراء ، لنُزْجي من وِطََابِنا كل الخيرات ، والتحيَّات المباركات ، ونرفع أسمى التهاني الطيبات ، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك السعيد عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه ، ووفقه وجزاه -فله من الثناء أوفاه ، ومن الشكر أجزله وأعلاه . لله درك من إمام عادل يأبى دروب الظلم والعدوان في كل أرض شاهد ومنارة للخير والإحسان والإيمان لقد حظيت بلادنا -بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله -بملوك كالكواكب ، سعود كالفراقد . وإن نظرة واحدة في تاريخه الأغر ، ليثبت -بما لا يدع مجالاً للشك -نظره الثاقب ، وفهمه الحاقب ، ودوره اللاقب ، في الأوساط العربية ، والمحافل الدولية ، وقبل هذا وذاك في أضلاع الوطن الداخلية . وإن من أولى اهتمامات القيادة العناية بخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال منظومة كاملة من الخدمات المتنوعة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله مروراً بالعهود الزاهرة من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وإن مشروع التوسعة العظيم للحرمين الشريفين ، المباركين الأزهرين ، ليتكلم عن نفسه ، ويُبْدِي وَسْمَ قِدْحِه . إن الحرمين الشريفين -حرسهما الله - يشهدان أعظم توسعة تاريخية ، مع مراعاة أدق معايير السلامة والأمان ، والراحة والاطمئنان ، ففيهما أرقى النظم الكهربائية ، مع توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية ، وزيادة استيعاب المسعى والمطاف ، ومراعاة الراحة للحجاج والإلطاف ، وتشمل التوسعة تطوير الخدمات بمختلف أنواعها لقاصدي البلد الحرام ، وزائري مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام. كما أن توسعة المسعى والمطاف الذي سيتسع لضعفي طاقته الإستيعابية إلى 150 ألف طائف في الساعة من أجلى الشواهد والنماذج على ما شهده الحرمان من عناية وتطوير . كما شملت أعماله حفظه الله المجيدة تذليل كل الصِّعَاب ، وتمهيد الطرق والشِّعاب ، وكثرت أياديه الرِّغاب ، للتسهيل والتيسير للحجاج والعُمَّار ، لقد شهدت مملكتنا الرشيدة طفرة في التقدم ، وتبوأت في عهده مبوأً مباركاً، وارتقت وعلت أدراجاً ومَدَارِكاً ، وأصبحت ذات موقع محوري ، ودورٍ ريادي ، فزادت بينها وشقيقاتها أواصر المحبة والاحترام ، وبرزت بين أفرادها الألفه والوئام، وحسن الطاعة والوفاء ، وعظيم المحبة والانتماء . جزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء ، ووهبه مزيد الفضل والعطاء، وجعل أعماله في موازين حسناته ، وأنزل عليه شآبيب فضله وبركاته ، وحمى بلادنا -بلاد الحرمين -من كل مكروه ، إنه على كل شيء قدير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي