قبل عدة سنوات جاءتني فرصة كتابة مقالات في صحيفة البلاد , بعد فترة من تغطية الأخبار , لما رآه البعض أن مقالاتي جيدة بالنسبة لكوني كاتب مبتدئ , فبدأت النرجسية تطرق أبوابي المغلقة في وجهها , وبدأت بالكتابة وكنت آرى أن ما أكتبه أفضل مما يكتبه "ويليام شكسبير" في أقواله وروياته , ولكني كنت استغرب كم الشتائم والضحكات التي تصل إلى بريدي الإلكتروني , ولكني كنت أحاول إستخدام نظام (كبّر راسك) وأضرب بكل تلك التعليقات عرض الحائط , وما زاد إستغرابي أن لا أحد يمدحني سوى أخي وصديقي المقرّب , وفي مرات قليلة أيضا , وأعود لقراءة المقال مرة أخرى وأجده مقالاً نارياً يجب أن تتناوله الصحف الخليجية أجمع , وبعد فترة من الكتابة , بدأت ألاحظ الإختلاف في الكتابة والذي سعدت أنه كان للأفضل , فصرت أمارس مايسمى (بالكلاحة) وأرسل مقالاً كل 3 - 5 أيام تقريباً , وبعد فترة من الزمن بدأت بالتنقل بين الصحف الإلكترونية ليقيني أنها الأفضل على الإطلاق , إلى أن وصلت اليوم وأنا لم أجتاز سوى خطوات قليلة في طريق طويل , ولم أشبع طموحي في الوصول لمراحل متقدمة في مجالي الوظيفي , كنت البارحة أقضي وقتاً ممتعاً مع الشيخ قوقل , أبحث فيه عن مقاطع فيديو للداهية (تياغو نيفيز) المحترف السابق في الهلال وأفضل لاعب في الدوري البرازيلي حالياً , فوجدت مقالاً عنه منقولاً في أحد المواقع الإلكترونية , وبدأت بالقراءة مع قليل من الضحك , وأوجه النصيحة في داخلي لكاتب المقال أن يعتزل الصحافة إن كان مازال يكتب , ولكن الصدمة حين قرأت نهاية .. (الكاتب أشرف الحسيني) , وبدأت وقتها أبرر كل ماقرأته , ولا أخفيكم سراً أنني إلتمست العذر لنفسي كونه أول مقال أكتبه في حياتي . ناهيكم عن القصة السابقة , أرى نفسي الآن كاتب في بادئ الطريق , مقارنة بكوكبة نجوم في الصحافة موجودة في الإعلام السعودي , لاحظت الفرق بين الأمس واليوم , ولكن ما بالكم بمن تاريخه في الكتابة وصل لأكثر من ثلاثة عقود وصلوا الآن للملمة أوراقهم المتبعثرة وأقلامهم التي جفت من المهاترات التي لا تخدم الصحافة , هناك من يعتقد ان الخطأ يسجل كنقطة سوداء في تاريخه , ولا يدري أن الخطأ هو من يعرفه ولا يحاول تجاوزه , أكتب لكم في (الوخزة) اليوم موقف من عدة مواقف صادفتها في مشواري الصحفي , استفدت منها كثيراً , ولكن البعض من الكبار كما يرون أنفسهم , للأسف لا يعرفون التفريق بين الخطأ والصواب , لذلك أرى انني أملك الحق لكي أقارن نفسي بعدة كتاب والذين تراهم جماهيرهم العاشقة (للتطبيل) صحفيين , وانا آراهم أشباه صحفيين , فأصبح لا أحد يقرأ مايكتبه سواهم . (وخزه) نشرت قبل البارحة مقالاً هنا , لأرى بعدها بساعات قليلة إتصالاً من رئيس التحرير يقول لي : (حذفت المقال) , حاولت مناقشته عن السبب وأبين له وجهة نظري فيما يراه لا يستحق النشر , ولكن لباقته في الحديث وتجربته السابقة في إدارة الصحف , أقنعتني بأن ماكتبته كان خاطئاً , الشاهد الذي يربط بين قصة الوخزة والقصة السابقة , إن لم يتصل بي رئيس التحرير , وتغاضى عن الخطأ حتى لمجرد المجاملة , لقرأتم نفس الخطأ مكرراً في هذا المقال , لذلك هناك من يخجل من نصح الناس , ولا يدري أنه هو من يحتاجها . [email protected] حساب الكاتب على الفيسبوك حساب الكاتب على تويتر