تمتاز منطقة تبوك بتنوع كبير بالحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي توارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل، لاسيما في حرفة السدو التقليدية والتي تُعد من أقدم الحرف اليدوية التي تميز المنطقة، حيث تُستخدم في صناعة الأغطية والأثاث والمفروشات التقليدية مثل البسط والمجالس والخيام، وتعتمد على صوف الأغنام وشعر الماعز. وللتعريف بالحرف اليدوية التي تمتاز بها تبوك أقامت هيئة التراث، فعالية تراثية تحت عنوان "حكي" في بيت الحرفيين بمنطقة تبوك، التي تأتي ضمن حزمة الفعاليات التراثية التي تنظمها الهيئة لرفع الوعي بتراث الوطن والاهتمام به في مناطق المملكة كافة. وتأتي فعالية "حكي" ضمن المرحلة الثانية لمشروع الهيئة بالمنطقة، والذي يقوم على تدريب 45 حرفية على حرفتي السدو والخوص وحرفة التطريز في مدة تصل إلى 12 شهراً يتم فيها تدريب الحرفيات على تصميم وإنتاج وتطوير الأعمال الحرفية بتصاميم مبتكرة مع المحافظة على أصالة الحرف نفسها، ورفع مستوى جاذبيتها للمجتمع لضمان استمرارها. وعرفت الفعالية بالتعريف بحرفة الخياطة والتطريز التي تُمثل تجسيدًا حياً للتراث الثقافي الغني للمنطقة، وتجمع ما بين الإبداع الفني والمهارة اليدوية، إضافةً إلى ما عرفت به الفعالية من معلومات حول حرفة الخوصيات يُستخدم سعف النخيل فيها، لصناعة مجموعة واسعة من المنتجات اليدوية، مشيرةً إلى أن تسليط الضوء على مثل هذه الحرف يؤكد أولًا العناية التي توليها المملكة بها وبالحرفيين، من أجل توظيف قدراتهم بما يعود عليهم بالنفع علمياً وعملياً.