يشكل برنامج مشروع جدة التاريخية الذي جرت الموافقة على تمديد مدته سنتين إضافيتين من قبل مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أحد أبرز الركائز والمشاريع الحيوية في تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً جاذباً للأعمال وللمشاريع الثقافية بالإضافة إلى القطاع السياحي. وجاء المشروع في سياق حرص واهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية وصوْنها وتأهيلها؛ تحقيقًا لمُستهدفات رؤية 2030 وبما يعكس العمق العربي والإسلامي للمملكة كأحد أهم ركائز الرؤية، حيث يعمل المشروع على إبراز المَعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة. وتحتوي جدة التاريخية على أكثر من 600 مبنى تراثي و36 مسجداً تاريخياً و5 أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب الممرات والساحات العريقة والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة مثل الواجهة البحرية القديمة. ويستهدف المشروع استقطاب 15 مليون زيارة للبلد سنوياً بحلول 2030، و43 مليار ريال مساهمة تراكمية للمنطقة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، مع توفير 40 ألف وظيفة عبر زيادة المساحة الإجمالية المتاحة للتجارة إلى 770 ألف م2، وكذلك إتاحة 3 آلاف غرف فندقية. وتشمل قائمة المشاريع الفرعية، مشروع ترميم المباني التاريخية ومشروع تطوير الواجهة البحرية، ومشروع ميدان الثقافة، ومشروع الآثار والتنقيب، ومشروع المطاعم التاريخية، ومشروع المجسمات الفنية، ومشروع الأسواق التاريخية، ومشروع الفنادق التاريخية. ويعمل المشروع على تطوير جدة التاريخية وفق مسارات متعددة تشمل البنية التحتية والخدمية، وتطوير المجال الطبيعي والبيئي، وتحسين جودة الحياة وتعزيز الجوانب الحَضرية، لتنقل الموقع إلى واجهة عالمية للمملكة عبر استثمار مواقعها التراثية وعناصرها الثقافية والعمرانية الفريدة لبناء مجال حيوي للعيش تتوفر فيه مُمكّنات الإبداع لسكانها وزائريها. وفق "أخبار 24". ومن المهم ذكره مراعاة التصور الجديد لجدة التاريخية قيمتها في سياق التاريخ الإنساني، بوصفها نقطة التقاء رئيسة للناس والتجارة والثقافة منذ أن تأسست ومروراً بمحطات نمو مفصلية منحتها حضوراً أكبر في تاريخ المنطقة؛ لذا فإن المشروع يمثل جانباً رئيساً من جهود برنامج تطوير جدة التاريخية لاستثمار التاريخ والعناصر الثقافية والعمرانية في المنطقة وتحويلها إلى روافد اقتصادية تُسهم في نمو الناتج المحلي وفي تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. يشار إلى أن برنامج جدة التاريخية شارك في معرض برلين الدولي للسياحة بهدف إبراز جهود إعادة إحياء منطقة جدة التاريخية المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي؛ نظير ما يقدم من تجارب فندقية فريدة وأصيلة للزوار تجمع ما بين الأصالة والتاريخ ووسائل الراحة الحديثة في قلب جدة التاريخية.