لا يزال الشغف والهواية تستهوي أصحاب المزارع الريفية وتدفعهم إلى الاستفادة منها كمشروع سياحي، يستثمرون فيه عناصر الطبيعة، والمدرجات الزراعية، والقرى التراثية القديمة، وجريان الوديان، والأجواء المعتدلة؛ لجذب الزوار والسياح. ونجح الشاب أحمد البروقي في تحويل مزرعته الريفية، إلى مزرعة البروقي السياحية بقرية الطرف وادي الواقعة في محافظة المندق شمال غرب منطقة الباحة، حيث نشأ في عائلة تعيش وسط المزارع ومارس الزراعة خلال مدة تجاوزت ال 27 عاماً. ولفت البروقي، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، إلى أن فكرة استثمار المزرعة جاءته لشدة تعلقه بذكريات الطفولة وزراعة أشجار العنب واللوز والفاكهة، حيث عقد العزم على ابتكار نموذج سياحي ريفي استثماري يتناسب مع المميزات البيئية واعتدال الأجواء لإضافة تجربة فريدة لزوار المحافظة. وعمل على إعادة تأهيل المزرعة مع الحفاظ على الشكل العام كمدرجات زراعية، وكذلك الأشجار التي تشتهر بها والبئر القديمة، وإنشاء ممرات وجلسات مرصوفة والاستفادة من مطل الوادي المجاور للمزرعة بوضع جلسات مكشوفة. ونجح الشاب في تجربة زراعة محصول الفراولة بالتنقيط التي شكلت إضافة نوعية للمزرعة والزوار، وخلق فرصة استثمارية زراعية جديدة ونشر ثقافة زراعية جديدة عبر التنوع في المنتجات، وعدم الاقتصار على منتج واحد، والعمل على تجارب متنوعة لعدد من المنتجات. كما وفرت المزرعة السياحية فرص عمل موسمية تزيد على 20 فرصة عمل لشباب وفتيات المنطقة، فضلاً عن إيجاد مواقع للأسر المنتجة، وخطة ورؤية تطويرية للمزرعة تشمل جميع الجوانب الزراعية والترفيهية والاستثمارية . وفق "أخبار 24". كما يُقدم من خلال مزرعته السياحية عدداً من الأكلات الشعبية في مقدمتها خبز التنور والقهوة والشاهي، مع وجود ألعاب للأطفال؛ مما جعلها وجهة للجذب السياحي، بما تقدم لزائريها من الاسترخاء والاستجمام والترويح على مدار العام في مناخ صحي بعيد عن التلوث البيئي. وتشهد مزارع البروقي الريفية إقبالًا متزايدًا بالتزامن مع هطول الأمطار خلال هذه الأيام، وصفاء أجوائها وطبيعتها الجمالية، إلى جانب تهيئتها لاستقبال الأهالي والزوار، الذين يؤكّدون أن المزارع الريفية "السياحة الزراعية الريفية البيئية المستدامة" تؤدي دورًا محوريًا وحيويًا في الحفاظ على البيئة وتعزّز من استدامتها.