التشويق والإثارة في كرة القدم، طالما مثلت أقصى تطلعات جماهير المستديرة، لاسيما وسط أجواء الترقب والانتظار، التي اجتمعت وحضرت في مختلف المسابقات الكروية السعودية هذا الموسم، على غرار مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، التي نعيش هذا الموسم 2023 – 2024، نسختها "ال 50″، والتي انحصرت فيها المنافسة على 4 فرق (الاتحاد – الهلال – النصر – الخليج) سيخوضون مواجهتين في نصف نهائي البطولة، المقرر إقامتها (الثلاثاء والأربعاء) القادمين، إذ سيلتقي وفق القرعة التي سحبت في السادس من مارس الماضي، في المباراة الأولى يوم الثلاثاء "الاتحاد" مع "الهلال" على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة) بجدة، فيما سيستقبل "النصر" يوم الأربعاء في المباراة الثانية الخليج على ملعب الأول بارك في العاصمة الرياض. الهلال ودع دوري أبطال آسيا الفرق الأربعة ستدخل هذا الدور من أغلى الكؤوس، وهم متفقون في حجم ومقدار الرغبة والتصميم الكبيرين على تحقيق لقبها، لاسيما مع عظيم الأمل والتطلع من جماهير هذه الفرق لأن تتوج فريقها بهذا اللقب الغالي والمهم، استناداً لاقتران مسماه باسم خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله -، وخصوصية تشرّف الفريق البطل بالسلام على راعي المباراة النهائية وتسلّم كأس البطولة من يديه الكريمتين، إلى جانب حصوله على جائزة قدرها 10 ملايين ريال، وضمانه مقعدا مباشرا في كأس السوبر السعودي، ومقعدا مباشرا آخر في البطولة الآسيوية. ومع اتفاق طموحات الفرق الأربعة ورغبتهم الكبيرة وتصميمهم الجاد على تحقيق لقب البطولة، إلا أن الظروف العامة والحالة الفنية واكتمال الصفوف في هذه الفرق تتباين بشكلٍ كبير، وربما تعكس مراكزها في سلم ترتيب فرق مسابقة الدوري هذا الأمر، إلى جانب صدمة خسارة هذه الفرق لألقاب كانت ضمن أهدافها في هذا الموسم، بل إن آثار فقدان الأمل لتحقيق تلك الألقاب لا يزال صداه وألمه يتردد في مدرجات جماهير تلك الفرق. فخسارة الهلال فرصة تحقيق لقب آسيوي جديد بعد أن أقصي من نصف نهائي دوري أبطال آسيا لهذا العام على يد العين الإماراتي، أزعج أنصار الفريق العاصمي، الذي يصف مشجعوه تركيبته الفنية والنفسية والعناصرية كفريق ومنظومة عمل ميداني بأنها الأفضل في تاريخ الهلال على الإطلاق، لذا جاء الخروج من المعترك الآسيوي صادماً بشدة، على الرغم من تتويجه بكأس الدرعية للسوبر السعودي، على حساب الاتحاد، إلى جانب اقترابه بنسبة كبيرة من حسم لقب الدوري السعودي للمحترفين دوري روشن "2023 – 2024″، إذ يبتعد عن أقرب مطارديه "النصر الوصيف ب 9 نقاط، وتبقى له 6 مواجهات يحتاج أن يجمع منها 7 نقاط للظفر بلقب الدوري. وبذات الصدمة التي عاشتها جماهير الفريق العاصمي الأزرق، فقد عاشت جماهير النصر هي الأخرى ألماً وصدمة لخسارتها المنافسة على ذات اللقب الآسيوي، الذي كانت تمني النفس به هذا العام، استناداً على المستويات الفنية والعناصر الأجنبية والمحلية التي يضمها الفريق، لذا كانت الخسارة على يد العين الإماراتي في الدور ربع النهائي من البطولة، صدمة لجماهير الفريق العاصمي الأصفر، ولم يكفها تحقيق معشوقها النصر أولى بطولات هذا الموسم، المتمثلة في كأس الملك سلمان للأندية العربية، التي استطاع إسعاد جماهيره بتحقيقها، لكن الجماهير النصراوية كانت متعطشة أكثر لأن يضيف فريقها لرصيده هذا الموسم أكثر من لقب، وهو ما لم يحدث حتى الآن، خصوصاً بعد أن بات تحقيق لقب الدوري صعباً، نظير ابتعاد الهلال بصدارة الترتيب بتوسيع الفارق النقطي بينهما، لاسيما والمسابقة تعيش أمتارها الأخيرة، حيث يحتاج لحسم اللقب لتعثر منافسه الهلال بخسارة نقاط أكثر من مواجهة، مقابل أن يحقق العلامة الكاملة فيما تبقى له من مباريات، وذلك ما يزيد ويضاعف رغبة النصر وجماهيره في الوقت الحالي بالظفر بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين، لذا يعكفون بتركيز عالٍ على الإعداد للمواجهتهم المرتقبة مع الخليج. من جهته يحاول الاتحاد أن يضع لنفسه بصمة هذا الموسم الذي جاء صادماً لجماهيره، ومخالفاً لتوقعاتهم، إذ كانت الآمال والطموحات مواصلة التألق، بعد تحقيق لقب دوري روشن للموسم 2022 – 2023 (العام الماضي)، والبحث عن إنجازات أكثر وأكبر كانت متاحة للفريق الاتحادي هذا العام، بدءاً بكأس العالم للأندية الذي شارك فيه كبطل الدوري في البلد المستضيف، إذ كان الطموح أن يقدم الاتحاد أفضل مما قدمه في هذا الحدث العالمي، بوصفه مستضيف هذه النسخة من مونديال الأندية الذي لعبت مبارياته في مدينة جدة، وزاد ذلك خسارته لنهائي السوبر السعودي على يد الهلال، وقبلها خسارة المنافسة على بطولة الأندية العربية التي خاض غمارها إلى جانب النصر (بطل هذه النسخة) والهلال، والشباب من المملكة وفرق عريقة وكبيرة من مختلف البلدان العربية، وأكمل بفقدان حظوظه في المحافظة على لقب دوري روشن للمحترفين بوصفه حامل اللقب، ثم تواضع الحضور والظهور على مستوى دوري أبطال آسيا، التي طالما سطر أروع الملاحم في هذه البطولة القارية التي حقق لقبها مرتين، حتى بات تميزه وحضوره اللافت عرفاً لدى الجماهير السعودية، بصرف النظر عن جودة وضعف المستويات التي يقدمها محلياً، لذا كانت صدمة جماهيره كبيرة بفقده المنافسة على لقب البطولة مبكراً، وذلك بعد خروجه على يد الهلال بخسارتين في ذهاب وإياب ثمن النهائي. وفق "أخبار 24". فالاتحاد يدخل إلى هذا الدور من مسابقة أغلى الكؤوس، مصمماً ومصراً على تقديم كل ما لديه في سبيل الحصول على لقب بطولة تعد واحدة من أهم وأغلى البطولات على مستوى المسابقات الكروية السعودية. وعن رابع الفرق "الخليج" أحد أضلاع مربع الذهب المنتظر أن يقابل "النصر" يوم الأربعاء على ملعب الأول بارك بالعاصمة الرياض، في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2023 – 2024، قادماً من مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، وهو الفريق الذي يقدم مستويات مقنعة جداً، لاسيما في الدور الثاني من مسابقة الدوري السعودي للمحترفين، والفريق الذي تمكن من إقصاء فرق ذات مستويات فنية جيدة من أدوار هذه البطولة، والذي يراهن عليه جمهوره، الطامح لخطف فريقها لقب البطولة، استناداً إلى جملة من العوامل المساعدة، التي تزيد من فرص تحويل الحلم إلى واقع، فمزيج الإمكانات الفنية المتميزة التي يمتلكها الفريق، على صعيد اللاعبين المحليين أو الأجانب، يمثل أحد أهم تلك العوامل، إلى جانب الانسجام والتناغم الذي استطاع المدرب البرتغالي بيدرو مانويل، أن يخلقه داخل منظومة الفريق على أرضية الملعب، التي ظهرت جلياً في مختلف المباريات التي خاضها الفريق، مع عديد من الفرق ذات المستويات المتباينة، حيث قابلها بمستوى ثابت ورصين، جعل من الخليج نداً صعباً وقوياً، أسهم في تأكيد المدرب على امتلاكهم القدرة والإمكانات لحسم مواجهة نصف النهائي والوصول لنهائي البطولة، الأمر الذي ضاعف طموحات جماهير الخليج، ومنحهم آمالاً كبيرة بقدرة فريقهم على تكرار إنجازات فرقٍ أخرى سبقتهم في نسخٍ سابقة من البطولة، عندما خاضت تلك الفرق معترك المنافسة على لقب هذه البطولة الغالي، فكان التفوق حليفها، واستحقت لقب حصان البطولة الأسود، وفاقت كل التوقعات طوال مشوارها نحو منصة التتويج، وصنعت التاريخ في مباريات نهائية ملحمية، فكان النصر حليفها، ولقب البطولة جائزتها، عندما رفع لاعبوها الكأس الغالية في كرنفال وطني رياضي، طالما حظي برعاية كريمة من لدن القيادة الرشيدة – أيدها الله -، وخطّت بذلك اسمها في السجل الذهبي لأبطال مسابقة (أغلى الكؤوس)، على غرار الوحدة والفيحاء والتعاون والفيصلي.