تعكف هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، على إعادة توطين غزلان الريم والمها الوضيحي والنعام ذي الرقبة الحمراء في نطاق المحمية، ضمن مساعيها لتنمية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي واستعادة التوازن البيئي. وتحتضن المحمية العديد من النعام ذي الرقبة الحمراء، الذي أُعِيد توطينه مع مجموعة من أنواع الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض في السنوات الأخيرة، ويعرف هذا النوع من النعام بقوته وشراسته، كما يمتاز بسرعته الكبيرة وصغر حجمه نسبيًا، ويبلغ ارتفاع النعامة نحو 2.74م، وسرعتها تصل إلى 50 كيلومترًا بالساعة، كما أنها تعد الطائر الوحيد الذي يمتلك أصبعين فقط في كل قدم. وتعد ثلاثة أنواع من النعام ذي الرقبة الحمراء الأكثر انتشارًا في العالم، وتختلف هذه الأنواع فيما بينها في الحجم واللون، وهي: أزرق الرقبة، وأحمر الرقبة، وأسود الرقبة. وتؤكد الدراسات المتخصصة أن طائر النعام، الذي يعيش حتى 70 عاما، استوطن في شبه الجزيرة العربية منذ القدم، وكانت قطعان النعام ترعى في أنحاء الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها وحتى منطقة الربع الخالي، وتأقلم طائر النعام مع العيش تحت ظروف الصحراء قبل أن ينقرض قبل نحو نصف قرن. وأفاد الرحّالة البريطاني ويليام جيفورد بلجريف عندما زار الجزيرة العربية عام 1862، عندما كان في منطقة وادي السرحان، بأنه شاهد قطيعا كبيرًا من النعام تجري واحدة تلو أخرى في صف طويل. وفق "أخبار 24". وتمتلك المحمية المقومات الطبيعية التي تؤهلها لتكون موقعا مناسبا لانتشار النعام، خاصة في منطقة وادي أم الريلان، وهو الأمر الذي تسعى بعض الدراسات لكشفه خلال الأيام المقبلة. في سياق متصل، تعمل الهيئة على حماية المها العربي "الوضيحي" وإكثاره والحفاظ عليه، بما يكفل تنمية الحياة الفطرية، ويحمى الكائنات المهددة بالانقراض، وهو ما يتجسد من خلال إطلاق عدد من قطعان المها الوضيحي في المحمية، في شهر فبراير من عام 2022. ويأتي ذلك كجزء من برامج إعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض في مواطنها الطبيعية، إذ شهدت المحمية "أول مولود" للمها الوضيحي في شهر أبريل عام 2022. وتمثل عودة المها الوضيحي، والتي تعود تسميته في الأصل إلى لونه الأبيض المميز، إلى هذه المناطق وتكاثره بشكل طبيعي، إنجازًا بيئيًا يسهم في توازن البيئة وإثراء التنوع الأحيائي والمحافظة على هذا النوع الذي اختفى من المنطقة عقودا طويلة نتيجة العديد من الضغوط البيئية والصيد الجائر وفقدان الغطاء النباتي، ما أدى إلى تناقص أعدادها ثم اختفائها من البرية. وعلى نحوٍ مماثل، تعمل الهيئة على حماية غزال الريم من الانقراض، بعد أن تدعيم مركز إكثار الطرائد بالمحمية بغزلان الريم، وأطلقت الهيئة مطلع شهر فبراير من عام 2022، عددًا من غزلان الريم ثم توالت الإطلاقات. ويعد غزال الريم من الكائنات النادرة التي تعيش داخل نطاق المحمية، وتقلصت أعداده إقليميًا بدرجة كبيرة خلال القرن الماضي؛ بسبب ممارسات الصيد الجائر. ويُعرف غزال الريم بالعديد من الأسماء، مثل الدرقي، وأسود الذيل، وتعود هذه التسمية إلى صفاته الشكلية الجميلة التي يتميز بها عن غيره من أنواع الغزلان، وهو أحد أكبر أنواع غزلان الجزيرة العربية، ويشتهر بجمال شكله ورشاقة حركته أثناء الجري. وتشمل جهود المحمية إطلاق عدد من غزلان الريم والمها الوضيحي والنعامة ذي الرقبة الحمراء داخل حِمى المحمية مطلع شهر فبراير من عام 2022، وتوالت الإطلاقات لإعادة توطين الحيوانات المهددة بالانقراض، واستعادة دورها في بيئتها، والإكثار منها ذاتيًّا، والإسهام في توازن البيئة واستدامتها، ضمن جهود الهيئة لرفع الوعي المجتمعي، والإسهام في حماية التنوع الحيوي واستدامته، إضافة لترسيخ المحمية كوجهة سياحية وطبيعية مستدامة تزخر بالتنوع البيئي والحيوي. يعد الريم أحد أكبر أنواع غزلان الجزيرة العربية