في إطار إغناء الحالة المسرحية بالسعودية، أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية، النسخة الأولى من مهرجان الرياض للمسرح؛ إذ سيدعم إنتاج 20 عملاً مسرحيّاً في مرحلته الأولى؛ لِتعرض وتقدم في مناطق إنتاجها، وسيجري فرز وترشيح العروض المسرحية العشرة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي ستُنظّمه "الهيئة" بالرياض. ويشجع المهرجان مبدأ الثقافة بصفتها نمطاً للحياة، ويفعل الحراك المسرحي السعودي ويدعم الإنتاج المحلي، فضلاً عن تطويره للمواهب الشابة واستقطابها، وتشجيع صناعة الأعمال المسرحية على تقديم أعمال فنية بجودة عالية، وتكريم رواد المسرح السعودي، على غرار المسرحي الشهير محمد العثيم الذي اختير شخصية المهرجان هذا العام. ومن المرتقب أن يقام مهرجان الرياض للمسرح في شهر ديسمبر المقبل، وسوف يرتكز اختيارُ العروض على مبدأ الجودة، والطرح الجادّ والخلّاق، وتطوُّر لغة العرض، وتوافر عناصر جذب الجمهور، حسب تأكيدات القائمين عليه. ويؤكد سلطان البازعي رئيس هيئة المسرح والفنون الأدائية، أن هناك اهتماماً لافتاً من قِبل وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان بما يتعلق بفصول مهرجان الرياض للمسرح، مضيفاً أن المهرجان يطمح إلى تفعيل أماكن العروض المسرحية حول المملكة، وتكثيف حركة الإنتاج المسرحي، بالإضافة إلى الاستفادة من المواهب المسرحية. ويرى البازعي أن مهرجان الرياض للمسرح، الذي سيقام في ديسمبر من العام الجاري، سيسبقه مهرجان " أندية الهواة " الخاص بمنصة هاوي، في شهري " أكتوبر – نوفمبر"، فيما ستطمح الهيئة إلى الاستفادة من تجربة نوادي الهواة التي قارب عددها نحو 60 على مستوى المملكة. واختتم حديثه ب "الإعلان عن شخصية العام"، وهو المسرحي الراحل محمد العثيم؛ إذ سيكرم بعرض أعماله المسرحية، والاحتفاء بتاريخه الفني. من جهته، يعتبر عبد الإله السناني، رئيس مهرجان الرياض للمسرح، أن مهرجان الرياض امتداد لجهود هيئة المسرح والفنون الأدائية، ووزارة الثقافة لتعزيز الحراك المحلي، ودعم إنتاج المسرح السعودي، وتشكيل تظاهرة مسرحية تعزز من حضور المسرحيين. ويضيف أن من أهداف المهرجان، "التمكين والتوطين"، والقدرة على إنجاح العمل المسرحي في أي منطقة في المملكة، لدعم المواهب الشابة وصقلها ومتابعتها، لافتاً إلى أن من أهداف المهرجان زيادة الوعي المسرحي لدى الجمهور، في تواجد هذه العروض التي ستعرض في المرحلة المقبلة. واستطرد السناني بالحديث حول أهداف المهرجان، وأنها تتركز على النهوض بالحركة النقد المسرحي، إذ يشدد على أهميته، بالإضافة إلى استقبال المشاركات بدءاً من غد، فيما ستكون هناك لجنة لفرز الأعمال. وشدد مرة أخرى على ضرورة أن يكون النص المشارك "سعودياً" و لأول مرة، فيما تستثنى بعض الأعمال التي عُرضت، بشرط إعادة إخراجها ورؤيتها مرة أخرى بشكل جديد. ويقول السناني، رداً على سؤال ل"أخبار 24″ حول كيفية تبلور فكرة إنشاء مهرجان الرياض، "إن التفكير مستمر منذ إنشاء هيئة المسرح بضرورة توافر تظاهرة مسرحية على غرار المهرجان، بيد أنه اضطررنا لتوقف نتيجة ظروف الجائحة حينذاك، مما جعلنا نتوقف عن تنفيذ المهرجان". وعن معايير قبول النصوص المشاركة، ومدى ضرورة معالجتها لقضايا المجتمع المعاصرة مثل تجربة السعودية في مكافحة الفساد مثالاً، يؤكد السناني الذي يصف المهرجان بالأهم بالنسبة ل"هيئة المسرح"، ويقول: "يهمنا أن النصوص تكون متكاملة"، مشدداً على ضرورة توافر شروط العمل المسرحي بداخل أضلع النص، وبعدئذ، تقرر اللجان مدى نجاح الفكرة من عدمها، مستدعياً ضرورة نجاح عناصر النص أكثر من الموضوع ذاته، مثل الرؤية الإخراجية، والرؤية البصرية، ليستدرك بعدئذ رئيس الهيئة، سلطان البازعي، ويقول "إن المعيار الأساس هو الجودة".