بينما أنا وسط الإعداد للسفر و تجهيز الحقائب و التأكد من جميع الأوراق و المستندات ، ومع القلق الذي ينتابني في تجهيز نفسي والوصول قبل موعد الرحلة... تذكرت السفر الى الآخرة و الرحيل عن لدنيا.. رحيل الدنيا أنت من يحدد زمانه و مكانه ،، و أنت من يختار وسيلة السفر.. تذكرت الرحيل إلى الله .. الرحيل إلى الآخره.. و قلت في نفسي،، إذا كان رحيل الدنيا قد شغلني و أنهك عقلي بالتفكير و التدبير و التأويل.. فأين أنا من رحيل الآخرة... ذلك الرحيل الذي لن اختار زمانه و مكانه .. قال تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)).. الرحيل الذي لن أخذ معه إلا عملي الذي عملته في الدنيا.. إن خيراً فخير إن شراً فشر... اسأل نفسك.. ماذا أعددت لهذا الرحيل الذي لاتملك أن تقدمه أو تؤخره.. لاتملك زمانه و مكانه.. رحيل الدنيا يمثل الاشتياق إلى الأحباب و اشتياق الأحباب لنا.. و أما شوق الآخرة فلن يكون إلا بإعداد زاد التقوى.. فيا من أضاع عمره في إعداد الزاد للدنيا الزائلة ،، و نسي الإعداد لزاد الآخرة الباقية.. فرحيل الدنيا ممكن أن يؤجل طبقاً للظروف ،، أما رحيل الآخرة ، فليس فيه تأجيل للسفر... الكل يركب على النعش ... الكل يكفن بالقماش الأبيض.. نسأل الله أن نكون ممن يتذكرون ذلك الرحيل ،، و يحسنون الإعداد له،، وأن يجعلنا من أهل جنته.. اللهم امين.. بقلم / محمد بن عبدالله المعيقل. Twitter/ @moikel_1