أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي أن من موجبات ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، واجتناب البدع والمحدثات في الدين والمنكرات في الشرع، والتزام الإخلاص المنافي للرياء والسمعة وأنواع الشرك. وبين، في خطبة الجمعة أمس بالمسجد النبوي، أن من أسباب الشرب من حوضه كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، مذكرا بعظمة فوز من تفضل الله عليه بورود حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا، وعظيم خسارة من حرم من الشرب منه وطرد عنه، ولا يظلم ربك أحدا. وبين أن الحوض كرامة من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم تشرب منه أمته في أرض الحشر وموقف الحساب يوم القيامة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ويقصره الله على المؤمن، إذ يغشى الناس في هذا اليوم في موقف الحساب من الكربات ما لا يطيقون، ولولا أن الله تعالى أعطى أبدانهم قوة التحمل والبقاء لماتوا أجمعين، ويصيبهم في موقف الحساب الظمأ الشديد الذي يحرق الأكباد، ويشعل الأجواف عطشا شديدا لم يظمأوا قبله مثله قط، ويكرم الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض لتشرب منه أمته وهو صلى الله عليه وسلم قائم بأصل الحوض ينظر إلى أمته ويسر بذلك أعظم السرور. وأوصى كل امرئٍ مسلم بإصلاح دنياه، بكسب الحلال وإنفاقه في أبواب الخير الواجبة والمستحبة والمباحة، وأن يجعل هذه الدنيا زادا إلى دار النعيم، فلا يغتر بمباهجها، ولا تفتنه عن الآخرة، وأن يعمل لدنياه وآخرته، لقوله عليه الصلاة والسلام: «ليس خيركم من ترك آخرته لدنياه، ولا من ترك دنياه لآخرته». وقال: الكل يعلم يقينا أنه مرتحل من هذه الدنيا وتارك ما خوله الله في الدنيا وراء ظهره، لا يصحبه إلا عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.