في السابق لم أستطع زيارة أي من عجائب الدنيا السبع الطبيعية بالرغم بانه سبق لي زيارة الفلبين والتي فيها أعجوبة جزيرة بالأوان وإندونيسيا فيها جزيرة كومودو وخلال زيارتي الأخيرة لفيتنام في 13 مايو لم أضيع فرصة الذهاب إلى خليج هالونج باي والذي اختير في 11 نوفمبر 2011م ضمن عجائب الدنيا السبع الطبيعة في تصويت عالمي قامت به مؤسسة سويسرية تدعى (New 7wonders Foundation) ، وسبق أن أدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث الطبيعي العالمي في عام 1994م . وفي اليوم الأول من وصولي إلى عاصمة فيتنام هانوي ومعرفتي المسبقة عن التنظيم السياحي المميز في فيتنام توجهت لمكتب سياحي قريب من الفندق الذي أسكن فيه لعمل الترتيبات اللازمة للذهاب إلى الخليج فكان هناك عدة خيارات للمبيت في هالونج باي داخل باخرة (Cruise) مجهزة بغرف نوم أما ليلتين وثلاثة أيام أو ليلية ويومين وهذا ما أخترته وكان اختيار غير موفق وذلك بسبب جمال المكان الذي تمنيت أن أقيم فيه جميع الأيام العشرة التي قضيتها في فيتنام . وفي اليوم التالي عند الساعة 7,30 صباحاً كانت بداية الانطلاق بالباص مع قروب سياحي من مختلف الجنسيات إلى مقاطعة كوان نينه شمال شرق فيتنام التي تبعد عن العاصمة 160 كم تم قطع المسافة في 5 ساعات حتى الوصول إلى الميناء لنتمكن من الانتقال إلى الباخرة التي ستأخذنا في جولة لمدة يومين في الخليج وعند الساعة الواحدة والنصف ظهراً كان بداية الأبحار في الخليج والتي بدأت تظهر معالم طبيعة الجزر الصخرية البالغ عددها 1.960 جزيرة والتي يزيدها جمالاً الكهوف والتشكيلات الكلسية . أما سبب وجود هذه الصخور بشكلها المثير حسب التفسير العلمي أن هذه الجزر ناتجة عن ظاهرة علمية تسمى ظاهرة الكارست حيث تحولت مناطق الحجر الجيري إلى هذه الشكل نتيجة تعرضها لتأثيرات جيولوجية مختلفة على مدار 500 مليون سنة . وبالرغم أن جمال الطبيعة في هذا الخليج يجعلك بأن لا تفكر في العودة إلى حياة المدينة أبداً إلا أنه زاد الرحلة متعة وجود الأنشطة المختلفة مقسمة على اليومين من التجديف والسباحة في أجمل الشواطئ التي قد تشاهدها في حياتك وتعليم الطبخ والصيد وزيارة مزرعة اللؤلؤ ..... وغيرها وبالرغم من طبيعة فيتنام الساحرة وتوفر الخدمات السياحية ونسبة الأمان المرتفعة حسب مؤشر السلام العالمي الصادر من معهد (الاقتصاد والسلام) إلا أني لم أشاهد أي شخص عربي منذو قدومي إلى مغادرتي البلاد . على أي حال ، يفترض بأنك الآن تعرف ثلاثة من عجائب الطبيعة تبقى أربعة وهي جبل الطاولة في جنوب أفريقيا وشلالات جوازو بين البرازيل والأرجنتين وجزيرة جيجو في كوريا الجنوبية وغابات نهر الأمازون في أمريكاالجنوبية ، وأنا علي التخطيط لزيارتها دون تكرار خطأ الفلبين وإندونيسيا . بقلم سعد بن سليمان الفريخ