يبقى حب كرة القدم لغة خاصة لا يعرفها إلا العشاق، وعندما يكون المحبوب بحجم (الهلال) فإن الكلام هنا يختلف كثيراً، وتتوه مفردات الهيام، أما أن يكون العاشق (إمام مسجد) فهنا الأمر مختلف تماماً وربما يكون من النوادر، خاصة وأن (المشجع الإمام) فور فراغه من موقعه في محراب المسجد ينتقل مباشرة إلى مدرجات الزعيم، هذه الحالة جسدها العم عمر محمد الأنصاري، هو من تلك النوعية التي قررت أن تدخل في متاهات البحث عن (الحبيب) على أي أرض وفي أي زمان، إن سافر الزعيم سبقه إلى مبتغاه، وإن استقر كان له صاحب ضيافة، ملخص حكاية انتماء، بين الزعيم والإمام عمرها ليس عاماً أو عشرة أو عشرين إنها نصف قرن من الزمان أو قد تزيد. العم عمر مسقط رأسه المدينةالمنورة، رأى النور في العام 1381 ه، وراى معه نور الهلال، هو كبير وعميد مشجعي الأزرق، له مقعد محجوز في اي لقاء يخوضه فريقه بالعاصمة الرياض، يعرف الجميع ويعرفونه، هو مصدر تفاؤل وإلهام للجماهير، (النادي) التقت الامام عمر الأنصاري، وسألته عن علاقة الحب التي تجمعه بالهلال فأجاب: أنا هلالي الهوى منذ أكثر من 40 عاماً عشقته طفلاً صغيراً، عندما كنت الهو والعب في (حواري) المدينة، كبرت وكبر معي هذا العشق، وفي سن 17 شاءت الأقدار وظروف المعيشة أن انتقل إلى العاصمة الرياض، ليبتسم الحظ لي، كيف لا، وأنا أصبحت جار (القمر)، عشت فترة ليست قليلة من عمري في انسجام ووئام، كان الهلال بالنسبة لي هو فرحي وسعادتي وهو كل مشاعر فخري واعتزازي، وعن سبب محبته للزعيم إبان حياته في مدينة المصطفى خاصة وانه بعيد عن الهلال من حيث المسافة، فسكان غرب المملكة ميولهم في الغالب منقسم بين قطبي جدة الاتحاد والأهلي مع وجود مكان في القلب (ولو صغير) للأنصار أو احد أوضح العم عمر: اسم الهلال يكفي، عشقته أيام نجومه الكبار وبقي في قلبي، وعن طبيعة عمله وكيف يجمع بين الضدين قال: ليس هناك ضدين، أنا إمام مسجد الأمير سعود بن محمد بحي عرقة وسط الرياض، ومع هذا دائماً ما أحضر بين شوطي مباريات الهلال عقب فراغي من إمامة المصلين لصلاة العشاء، لآخذ مكاني في المدرجات وأشجع الزعيم، والمسألة (عادية)، وفي سؤال آخر عن وجود تضارب في شكل عمله وتشجيعه للهلال وتقبل (المأمومين) لذلك، قال العم عمر: الرياضة ليست محرمة، وليست ممنوعة، الحمدلله أنا قوم بواجباتي الدينية على أكمل وجه، وفي المقابل أجد فسحة من الوقت للترويح عن نفسي بالهلال. وعن كيفية دخوله للملعب وشراء التذاكر، أوضح: أدخل الملاعب عبر بطاقة عضوية «الموج أزرق بلس» التي بادرت بشرائها بقيمة 799 ريال من متجر الهلال، وفي سؤال عن أقرب اللاعبين الى قلبه من الهلال قال الامام المشجع: القائدان صالح النعيمة و سامي الجابر، دائماً في ذاكرتي، ومن الجيل الحالي: الموهوب محمد الشلهوب والبرازيلي ادواردو. العم عمر الأنصاري قال: الدوري هلالي بإذن الله، وسأكون أول الحضور في لقاء التتويج في آخر جولة للاحتفال بالإنجاز، على أستاد الملك فهد الدولي، كما أتمنى أن ألتقي رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد لأهنئه بالإنجاز الذي يستحقه، مبيناً أنه سبق وأن زار النادي لمقابلة الرئيس لكنه أصطدم بإغلاق التمرين حينها لوجود مباراة مهمة، ولم يسعفه الوقت لتكرار الزيارة مع ارتباطه بالإمامة. يذكر أن عمر محمد الأنصاري متزوج منذ 19 عاماً ولم يرزقه الله بمولود الى الآن وتسكن عائلته الصغيرة في مدينة الخرج مع أقاربهم، حيث يزورهم من وقت إلى آخر.