قال الرئيس السابق للجنة النفسية بجدة والاستشاري النفسي والأسري الدكتور مسفر المليص إن "أكثر من 1750 حالة هروب للفتيات رُصدت خلال عام 1436، وفقا لأحدث إحصاء أصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية ، وتتصدر المراهقات النسبة الأعلى بين الهاربات بنسبة 65%، تليهن المعنفات بنسبة 35%، وترتفع نسبة هروب الفتيات الأجنبيات من بين الهاربات لتصل إلى 67%، وتتصدر جدةومكةالمكرمة معدلات الهروب، حيث شملتا 82% من الحالات، بينما سجلت في مدينة الرياض والمنطقة الشرقية أقل النسب وهي 18%". ووفقا لصحيفة الوطن كشف أن "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان استقبلت أكثر من 2000 شكوى خلال عام واحد، تتعلق بالعنف الأسري، وكان من بينها وقائع لهروب فتيات، وكشفت القضايا أن أحد أسباب هروب المرأة عدم استقرار العلاقة الزوجية بين الأب والأم، والشعور بالإهمال، وغياب دور الأب وقسوة الوالدين". أوضح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية السابق، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأمام الدكتور عبدالله عبدالعزيز اليوسف، أن "كثيرا من الدراسات أرجعت أسباب الهروب بين الإناث السعوديات إلى تفكك الأسرة، والإهمال، وفقدان الرعاية الوالدية، والحاجة إلى الحنان"، مشددا على أن إهمال الأسرة للأبناء سبب أساسي من أسباب انحراف الفتيات. وحدد اليوسف 10 دوافع لهروب الفتيات، وهي: صديقات السوء، وعولمة الجريمة خلال وسائل الإعلام، والضغط على الفتاة للزواج من رجل مسن، وعدم اعتناء الآباء والأمهات بالتنشئة الأسرية السليمة، والتفكك الأسري، والفراغ العاطفي، وعدم تزويج الفتاة بالشخص الكفء، وغياب الرقابة المنزلية، وسقوط الفتاة في فخ المعاكسات الهاتفية، ورفض استلام الفتاة بعد انتهاء محكوميتها". أبان المحامي، المستشار القانوني ريان مفتي، أن "مراكز الشرطة هي المسؤولة عن استقبال بلاغات تغيب الفتيات، ومنها تحول الفتاة إلى دار الحماية، وهنا أقترح توفير اختصاصيات داخل مراكز الشرطة لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للفتاة وللأسرة، إذ ترفض معظم الأسر استلام بناتها الهاربات بدعوى الفضيحة والعار، وهذا السبب المؤلم ربما يدفع الفتاة التي تحول إلى دور الإيواء للتمرد واقتباس عادات سيئة من مخالطتها بعض الجانحات". قالت مديرة دار الضيافة الاجتماعية في جدة نسرين أبوطه، إن "دار الضيافة الاجتماعية التابعة للوزارة تستقبل الهاربات، إذ وجّه مدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله العليان، بتقديم أفضل الخدمات التي تعمل على تقويم الفتيات الهاربات، ومنها تحقيق الأمن النفسي لهن، وتعديل سلوكياتهن، وتزويدهن بمهارات التعلم الذاتي، وثقافة القيم والأخلاق، وتفعيل خطط الوزارة لمواجهة هروب الفتيات، والذي يعد أزمة مجتمع زادت في الآونة الأخيرة".