تحدث الخطاط السعودي عبد الرزاق خوجة، الذي كان أول من خطّ العملة الورقية والمعدنية "الريال"، عن ذكرياته في تصميم وكتابة العملات، وأوسمة الزعماء، وجوازات ملوك المملكة الراحلين. وقال خوجة إنه صمّم أول عملة معدنية وورقية في عهد الملك فيصل في عام 1387ه، وهو في الثانية والعشرين من عمره، ثم كتب العملة التي صدرت لاحقاً في عهد الملك خالد، والعملة المطبوعة في عهد الملك فهد، حيث كانت أول فئة 500 ريال من العملة الورقية تظهر عليها صورة الملك عبدالعزيز، كما ظهرت حينها فئتا 200 و20 ريالا. وكشف وفقاً ل"عكاظ"، أن الجهات المعنية وقتها درست إمكانية طباعة عملة ورقية فئة الألف ريال ولكن انتهت إلى عدم جدواها وتم إلغاء الفكرة. ولم تكن كتابة العملات فقط هي تخصص الخطاط خوجة، حيث عمل في المراسم الملكية بجدة وخطّ الأوشحة والأوسمة لعدد من الرؤساء والشخصيات البارزة، مثل الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، والرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسغارد، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وغيرهم. كما عمل خوجة – الذي عاصر عهود الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله- كخطاط متعاون في قسم الجوازات الدبلوماسية، وقام بكتابة جوازات الملك خالد والملك فهد والأمير نايف. وحضر خوجة في الوسط الصحفي وأمضى فيه أكثر من نصف قرن، خطّ فيها أهم عناوين الصحف الرئيسية التي كانت محور أحداث مفصلية في تاريخ المملكة، مثل صحف "البلاد، والمدينة، وعكاظ"، ويقول إن أول عنوان رئيسي خطّه على الصفحة الأولى بصحيفة "الندوة" عام 1961م كان "40 مليون ريال للمشاريع العامة". يذكر أن عبدالرزاق خوجة من مواليد مكةالمكرمة، وتوقفت حياته الدراسية عند المرحلة الثانية المتوسطة، وعمل في خطّ وكتابة العملات والأوسمة وعناوين ومحتوى الكتب الدراسية، حتى تقاعد عام 2008، متمماً مسيرة نصف قرن من رحلة الخط العربي.