عرض تقرير نشرته صحيفة محلية يحكي معاناة النساء السعوديات مع سائقي الأجرة من حالة ابتزاز وتحرش لفظي عن طريق تلامس الأيادي، وغيرها من السلوكيات المؤذية. .تقول الصحيفة في تقريرها التي نشرته اليوم الاثنين: كثير من الفتيات إلى اللجوء للتعامل مع أصحاب سيارات الأجرة والمشاوير الخاصة، غير أنهن يتعرضن لبعض المواقف البعيدة عن الخلق القويم، وتكون المضايقات إما بالنظر ومحاولة التحرش اللفظي، أو عن طريق تلامس الأيادي، وغيرها من السلوكيات المؤذية. (نورة.ز) أوضحت أنها بحكم عملها اليومي بإحدى الجهات الحكومية تضطر إلى التعامل مع أصحاب سيارات الأجرة، إلا أنها أكثر الأوقات تتعرض لمضايقات من خلال نظرات السائق أو رمي بعض الكلمات غير اللائقة، «فأظهر أنني لا أنتبه له حتى أصل بسلام». من جهتها، إيمان أحمد سردت لنا حكايتها المليئة بالشجاعة منها وقالت «كنت أبحث عن ليموزين وبعد وقت توقف لي وافد وركبت معه، وحينما سار قليلا بدأ بالنظرات من خلال مرآة السيارة، وتشغيل موسيقى أجنبية وأظهرت له أنني غير مبالية بما يفعله، فأهم شيء عندي أن أصل لمبتغاي، إلا أنه وقف داخل أحد الأماكن الضيقة وبدأ محاولته للتقرب مني وحينها قمت بإخراج معطر من شنطتي وقمت برشه على عيونه فأخذ يصيح من الألم، وقتها فتحت باب السيارة ونزلت مسرعة منها». وفق "عكاظ". تقول السيدة مي عبدالله «كنت ووالدتي المريضة واقفتين على الشارع العام ننتظر سيارة الأجرة وما كدنا نراها تقف أمامنا حتى هممنا بالركوب فسألنا السائق إلى أين فأخبرته عن المستشفى الذي نريد الذهاب إليه فلوح بيديه رافضا بشدة إيصالنا إلى المستشفى بحجة أنه بعيد وساعات العمل بالنسبة إليه قد انتهت، وقال هذا مكان بعيد وساعات عملي أوشكت على الانتهاء. ونظرا لظروف والدتي الصحية التي لا تساعدها على الوقوف عرضت عليه مبلغا مضاعفا عن الذي سيتقاضاه لو أوصلنا، ولكنه رفض ومضى وتركنا خلفه. رنا هاشم، طالبة جامعية في مكةالمكرمة، تفرض عليها دراستها الذهاب والعودة يوميا، كانت إحدى الضحايا ممن يسردن يوميا قصة تختلف شكلا ومضمونا، في ظل تداعيات التعامل مع أشكال وسحنات وجنسيات مختلفة تتقمص شخصية «سائق المشاوير»، لكنها تشعر باشمئزاز كلما تذكرت تفاصيل تعرضها لموقف صعب، تقول عن أحد السائقين «بدأ في فرض تعابير مغايرة عن المألوف فعكس مرآة السيارة على وجهي فلم أعره أي اهتمام ولزمت الصمت، إلا أنه تعدى ذلك بالتلفظ، ولم أعره أيضا أي اهتمام، وبدأ بحركات معينة فتجاهلته، وعندما شعر بذلك قاد السيارة بسرعة كبيرة، فطلبت منه التوقف فرفض وبدأ بالشتم فبدأت بالتهديد له والصراخ عليه، بالتوقف أو تحطيم زجاج السيارة، فاستجاب، لكنه توقف بشكل مفاجئ، مما صدم رأسي بالمقعد، ثم انهال بالسباب، والبصق، ودعاني للنزول سريعا أو يستمر في السير، لينتهي الموقف»، لكن المعاناة تستمر مع المعاكسات، ولا تعرف كيف تتصرف في كل مرة تستوقف فيها سيارة. هذه واحدة من القصص التي يشهدها مسرح «سائق المشوار» في حياة الكثيرين من الناس، وبما أن مكةالمكرمة من أكثر المدن التي تجتاح شوارعها سيارات «الخصوصي»، تبرز وسط الأحياء وفي الشوارع العامة، في وقت تعد سيارات الليموزين على أصابع اليد، مما يجبر النساء العاملات والطالبات وغيرهن على التعامل مع سائقين ليست لهم أي مرجعية سوى الصندوق والإطارات الأربعة التي تحمله. ومع أن جواهر عبدالله، هي الأخرى تسمع وترى الكثير من المواقف المحرجة، لكنها أيضا مضطرة للتعامل مع هذه الفئة من السائقين غير النظاميين، «والأصعب التعامل مع أخلاقياتهم المتواضعة، وكلما غضضت الطرف عن تصرف يأتيني تصرف آخر أكثر إيلاما، فأستبدل سائقا بآخر أكثر سوءا من الأول، وبت معمل تجارب مع السائقين». ويبدو أن جواهر من كثرة المواقف أصبحت أكثر قدرة على التعرف على مكر الرجال، فتتعامل على قدر الموقف، «لكن المرة المؤلمة، عندما استقللت سيارة، واشتبهت في رائحة السيجارة التي كان يحملها السائق، فلم أتردد عن سؤاله عن نوعها، لكنه لم يجب، وكانت المرة الأخيرة التي رأيته فيها، ولم يوصلني مجددا، وطلب حسابه، لأنني كنت أتعامل معه بحساب الدفع شهريا»، لافتة أن تغيير السائقين هو الآخر معاناة لأمثالها، سواء بسبب عدم الالتزام بالمواعيد أو رفع أجرة التوصيل، وفي النهاية «ما باليد حيلة». ولم تسلم أم فواز هي الأخرى من سائق الليموزين الذي اعتاد على توصيلها وبناتها منذ ثلاثة أعوام، فقد اعتاد على توصيلهن، وقادتهن العفوية إلى التعامل معه بحرية، في عدم حجب أسرار البيوت داخل سيارته، وتشرح: «لكنها كانت القاصمة لنا، فبينما كنا نتحدث بأريحية عبر الهاتف عن الكثير من أسرارنا، وكان يتطفل بالتنصت، ظهرت الحقيقة عندما تقدم شاب لخطبة ابنتي الكبرى، لكن العريس رفضها بعد فترة وجيزة، وبالاستفسار عن السبب، بدأ يشكك في سلوكياتها، وكشفت لنا شقيقته أن سائقهم مقابل المال قال فيهم ما لا يجوز قوله زورا وبهتانا ووشاية، والسبب عدم استسلامنا لما كان يقوله ويهمز به في كل مرة». وتنظر رشا عبدالله، إلى أن الفتيات هن من يفتح المجال للسائقين للتمادي عليهن، «فالبعض منهن يتحدثن أمام السائق بكل تفاصيل حياتهن سواء مع صديقاتهن اللاتي ترافقهن في أي جولة، أو عبر الهواتف، مما يجعل السائقين متطفلين على كل التفاصيل، بما فيها من أسرار زوجية، دون خجل، وهنا الكارثة، وبداية المساومات والمعاكسات». وتعتقد منيرة الزايدي (معلمة صفوف أولى)، أنها أوفر حظا، لأن «السائق رفع صوته علي فقط، لأنني لم أزد له الأجرة، رغم رضائي بسوء حالة سيارته المتهالكة، بسبب عدم العثور على سيارة بديلة، لكنه أراد استغلالي، فرفضت، وعندها ارتفع صوته وأجبرني على النزول، لأتذوق مرارة البحث عن سيارة أخرى تستطيع الوصول إلى محل سكني». وتضطر الكثيرات مثل آلاء السليماني للانصياع للأمر الواقع، فهي ترى أن «المواصلات تستهلك النسبة الأكبر من الدخل، فنبحث عن الأرخص والأوفر، وليس من ثمار خالية من شوك، لكن في كل الأحوال لا أستقل الليموزين، لأن الشباب السعودي للأسف لا يحترمنا، فنميل للركوب مع الأجانب في السيارات الخصوصية، لأنهم أكثر تحملا لنا خاصة في المشاوير التي تتطلب الوقوف المتكرر سواء في نقل الأبناء أو التزود من البقالات. هيفاء الجدعاني (عاملة في القطاع الخاص) تحكي واقع قصتها مع سائق التاكسي بقولها:«استقللت ذات مرة مع سائق تاكسي سعودي، كان أسلوبه جافا معنا ولا يتبع الطرق التي ندله عليها، ويسلك طرقا وشوارع أخرى، مما أشعرنا بالخوف تجاه طريقته في التعامل، فضلا عن أنه لم يقدر وجودنا ولم يخفض صوت الموسيقى الصاخب التي يستمع لها، وتساءلت: متى يتم وضع ضوابط لتعامل سائقي التاكسي مع الجمهور، سواء من الفتيات أو الشباب؟، لأنه من المفترض أن تقدم خدمة بجودة وأن يتم اختيار سائقي التاكسي وفق معايير محددة، وفي حال وقع ضرر من أحدهم يتم الرجوع للجهات ذات العلاقة». مها سيد (جامعية) قالت: «في فترة سفر سائقنا كنت أستقل سيارات التاكسي، وتعرضت لعدة مضايقات، فبعض السائقين يعرض علي رقمه لمهاتفته في أوقات متأخرة من الليل ويعدني بإيصالي كل يوم بلا أجرة، والبعض يحاول مجاراتي في الكلام وسؤالي عن اسمي ورقمي»، وتتابع: «عندما لا أتصل به لقراري لعدم طلبي خدمة الأجرة يحاول ومن عدة أرقام مختلفة الاتصال وسؤالي إذا ماكنت أريد مشوارا، لذا قررت أن أستقدم سائقا على كفالتي لأضع حدا لمعاناتي اليومية». بدور صادق (جامعية) تقول: «صورة الفتاة التي تركب التاكسي سيئة لدى الكثير من الشباب، مما يجعلهم يلحقون بنا، ويحاولون معاكستي ومناولتي أرقامهم، في حين أنني أحاول اللحاق بمحاضراتي في الجامعة أو الرجوع للمنزل وأنا بخير». غادة محمد (جامعية) تقول: «أضطر لاستخدام مواصلات مع سائقي الأجرة، فقد أتعرض لأشكال من التصرفات غير اللائقة، فسائق يحكي عن معاناته مع زوجته ويلمح لي بطلب الزواج من أخرى، وآخر يتطفل على حياتي الشخصية ويسألني ما إذا كنت مرتبطة أم لا، وفي نموذج آخر لمضايقات بعض سائقي التاكسي تردني رسائل لصور غير لائقة على تطبيق الواتس أب من رقم غير رقم السائق، مما يضطرني لإبلاغ أسرتي، ونأمل أن يتم إيجاد وسائل النقل في أقرب وقت لتنتهي المعاناة».