لم تعد المطالبة بقيادة السيارة السؤال المركزي بالنسبة للمرأة في التخلص من معاناة الانتظار في الشوارع، فضلا عن التعرض للمضايقات من سائقي «التاكسي» خلال هذا المشوار، الذي يصفه العديد من النساء بالرحلة الشاقة رغم قصرها. والآن تتعالى أصوات بعض النسوة في توفير البديل عن القيادة، التي لم تعد مطلبا حقيقيا، بقدر ما هي أداة للتخلص من بعض المشاكل التي تعترض النساء سواء في عملهن أو في حياتهن اليومية. وفي هذا الإطار طالب عدد من النساء بإيجاد حلول جذرية تنهي معاناتهن مع المواصلات والتنقل داخل المدن ضمن أساليب نقل مخصصة للنساء، وبتكاليف أقل من قيمة سيارات الأجرة التي تستحوذ على ثلث الراتب الشهري، واصفات من تصدوا لقيادة المرأة للسيارة بأنه جانبهم الصواب، فهم لا يعرفون المعاناة التي تتكبدها المرأة في سبيل النقل من مكان إلى آخر، إضافة إلى عمليات التحرش والابتزاز التي يتعرضن لها من سائقي بعض سيارات الأجرة. فضلا عن درجات الحرارة وسوء الأحوال الجوية ووقوف المرأة على الطرقات لتنتظر سائقها. فاطمة حكمي بدأت حديثها ل«عكاظ» بعبارة «لا تحرق النار إلا رجل واطيها»، وهذا لسان حالنا، حيث تصل تكاليف التوصيل 2000 ريال شهريا، بينما راتبي لا يتجاوز 5 آلاف، فإما أن يتجاوبوا مع مطالبنا بالقيادة، وإما أن تكون هناك جهات رقابية تعمل على الحد من تزايد أجور التوصيل وتقنينها. أم فهد هي الأخرى تعاني من سيارات الأجرة (الليموزين)، وتقول: أسعار التوصيل لم تعد كالسابق، حيث تتطلب حاجتي التنقل بين أماكن متعددة في اليوم الواحد وأدفع لقاء ذلك ما يزيد على 100 ريال ما يضطرني للتنازل عن قضاء بعض مهامي الضرورية لتوفير أجرة المواصلات. من جانبها، أشارت مريم الزهراني (طالبة جامعية) إلى أنها تسكن في الحاير وجامعتها في الملز ولا تتوفر حافلات حكومية تصل إلى مقر سكنها ما يضطرها الى دفع 900 ريال شهريا لصالح إحدى شركات النقل الخاصة، في حين لا تتجاوز مكافأتها 800 ريال. وأضافت مريم أنها تتعرض للمضايقات من بعض السائقين خصوصا أنها تتنقل مع سائق المركبة في أحياء شبه مهجورة. وأخرى تقول كانت مشاوير الجامعة تكلفني أكثر من 1000 ريال ما جعلها تضاف لعبء تكلفة الملازم والكتب المقررة في الجامعة. وبحرقة تذكر أم سامي (موظفة بإحدى الدوائر الحكومية) استغلال قائدي سيارات الأجرة لحاجة السيدة للتوصيل يجعلهم يطلبون مبالغ مالية أكبر من السعر الحقيقي للمشوار وخاصة قبل أيام المناسبات. وتوضح أن مشوارا ب15 ريالا أقضيه في الأيام العادية، كلفني قبل عيد الفطر بيومين مبلغ 35 ريالا ما جعلني أدفع المبلغ مضطرة. بنفس حدة الألم تقول البندري «في أحد الأيام كنت أنتظر في الشارع مرور سيارة ليموزين وإذا بثلاثة شباب في سيارة خاصة وقد بدأوا في معاكستي والتلفظ علي بألفاظ نابية وخادشة للحياء رغم التزامي بلبس محتشم ما اضطرني للعودة للمنزل خوفا من تطور الوضع.