نجحت إدارة التحريات والبحث الجنائي في المدينةالمنورة بعد تحرٍّ وتتبع لعدة أشهر ما بين المدينةوجدة، في الإيقاع بعصابة أفريقية تتكون من ستة أشخاص بعد تورطهم في تسجيل عمليات نصب واحتيال واسعة، راح ضحيتها عدد من الأثرياء ممن انساقوا وراء خدعة جديدة تحت عنوان "استخراج الكنوز". وبحسب صحيفة المدينة بدأت العصابة تلفت أنظار رجال البحث الجنائي بعد أن سجلت كثيرا من البلاغات التي تقدم بها عدد من الأثرياء إلى مراكز الشرط تضمنت بأنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال من قبل مجهولين، بعد أن دفعوا لهم مبالغ مالية إما مقابل زيادة ثرواتهم المالية وإما لفك السحر عنهم، ليظهر لهم لاحقا بأنهم كانوا ضحية عمليات نصب محكمة. وعلى ضوء تلك البلاغات باشر فريق مختص دراسة تلك البلاغات والأسلوب الجنائي لتلك العصابة لتكشف عمليات التحريات عن عدد من المعلومات المثيرة حيال نشاط تلك العصابة، إذ تبين أن أفراد العصابة تختار ضحاياها بعناية فائقة، حيث لا تستهدف سوى الأثرياء ورجال الأعمال، ومن ثم يتم التوصل إلى أرقام هواتفهم، وبعد ذلك يفاجأ الضحية باتصال يبدو له أنه من الخارج، حيث يوهمه المتصل ويقنعه بأن لديه ثروة مدفونة في مزرعته أو في مقر سكنه، وأنه مستعد من خلال قدراته الاستثنائية إخراج ذلك الكنز، شريطة أن يتقاضى مبالغ مالية لقاء ذلك. تحكم العصابة قبضتها على الضحية من خلال الوهم، فيسعى أحد أفرادها عقب الاتفاق مع الشخص المستهدف إلى الانتقال لموقع سكنه أو مزرعته ومن ثم يتم إعداد حفرة توضع فيها حقيبة تحمل مبالغ مالية مزورة من فئة الدولار أو اليورو ثم يدفنها. وعلى هذا الأساس يفاجأ الضحية أثناء مرافقته لأحد الجناة بوجود هذا الكنز، ومن ثم يحصل على المبلغ المتفق عليه، ويلوذ بالفرار قبل أن يتبين صاحب المزرعة أو المنزل أن المال مزور. وأمام تلك المعطيات المتوافرة للبحث الجنائي تم التعرف على أحد الجناة، إذ تم الاتصال عليه من قبل أحد رجال الأمن الذي كان يشكو أثناء المكالمة من السحر طالبا من الجاني أن يزيح عنه آثار السحر على أن يكافئه بمبلغ مغرٍ، ومن ثم تم عمل كمين محكم قبض فيه على أحد أفراد العصابة. التحقيقات التي كشفتها المصادر أكدت أن المتهم اعترف بأنه يشكل فردا ضمن مجموعة مكونة من ستة أشخاص يقيمون في حي بحرة بمدينة جدة، وأمام ذلك سارعت الجهات الأمنية في الانتقال إلى موقع وجود العصابة وقبضت عليهم. وكشفت عمليات التفتيش والمعاينة في الشقة التي يقيم فيها المتهمون عن ضبط كميات كبيرة من الأوراق المالية ودفاتر الشيكات المزورة، بالإضافة إلى طابعات وأوراق وأحبار تستخدم في عملية تبييض العملات، بالإضافة إلى خواتم وطلاسم ومواد تستخدم في الشعوذة، وأعداد كبيرة من شرائح وأجهزة الجوالات التي تستخدم في عمليات النصب. الناطق الإعلامي لشرطة المدينةالمنورة العميد فهد الغنام أكد أن العصابة أقدمت على كثير من عمليات النصب والاحتيال والاستيلاء على أموال باهظة من الضحايا من خلال الاتصال على هواتفهم وإيهامهم بمقدرة العصابة على زيادة ثرواتهم المالية أو إيهامهم أن هناك كنوزا مدفونة في مزارعهم أو عقاراتهم، وكذلك فك السحر عن بعضهم بواسطة طرق خاصة بهم، وقد انساق بعضهم وراء خدع أولئك وقاموا بدفع مبالغ مالية باهظة لأشخاص يتم بعثهم من قبل تلك الشبكة الاحتيالية.وأضاف الغنام أن تحريات البحث الجنائي كشفت أن العصابة تستخدم تقنية عالية في الاتصال على الضحية بحيث يظهر رقم المتصل الذي يستقبله الضحية على أنه رقم دولي، في حين أن الاتصال محلي وذلك سعيا إلى عدم التوصل إليهم أو تتبعهم من قبل جهات الأمن.