أطاحت الأجهزة الأمنية في منطقة المدينةالمنورة أخيراً، بعصابة محترفة، تضم أفارقة، تزاول النصب والاحتيال وخداع رجال الأعمال والأثرياء. وأكد المتحدث باسم شرطة المدينةالمنورة فهد الغنام، في بيان صحافي، أن «إدارة التحريات والبحث الجنائي تمكنت من القبض على عصابة أفريقية، مكونة من ستة أشخاص أقدموا على عمليات النصب والاحتيال والاستيلاء على أموال باهظة من الضحايا». وتلقت الشرطة بلاغات عدة من أشخاص تعرضوا إلى عمليات نصب واحتيال من جناة مجهولي الهوية، من طريق الاتصال بهواتفهم المحمولة، وإعطاء تفاصيل كاملة عن شخصية الضحية، وإيهامه بأنه «مسحور»، أو أن هناك كنزاً يستطيعون إخراجه أو زيادة ما لديه من ثروات بواسطة طرق خاصة بهم. وبيّن الغنام أن ثمة من «انساق من الضحايا وراء خدعهم، ودفَع مبالغ مالية باهظة لأشخاص يتم بعثهم من تلك الشبكة الاحتيالية من دون الكشف عن هوياتهم». واستطرد المتحدث باسم شرطة المدينة: «تمثل أسلوبهم الإجرامي في الاتصال على الضحية من رقم يظهر أنه من دولة أفريقية، وبمجرد الرد يدلي المتصل بسرد معلومات وافية ودقيقة عن شخصية الضحية، ويوهمه بأنه مريض أو مسحور وأنه يستطيع فك السحر الذي عليه، أو أن هناك كنزاً دُفن منذ عشرات السنين في المزرعة أو الأرض التي يمتلكها أو في منطقة أخرى من مناطق المملكة، وأن لديهم القدرة على زيادة ما لديه من نقود وتحويل الأوراق البيضاء إلى «دولارات ويوروهات»، باستخدام أحبار ومواد وطرق خاصة بهم، وبإقناع الضحية من أجل إتمام العملية ينساق وراءهم، ملبياً جميع ما يطلبونه». وقال الغنام: «تبين أن التنظيم يُدار من أشخاص متمكنين، وتم توظيف أشخاص من بني جلدتهم لمقابلة الضحايا، وتسلّم المبالغ المالية من دون كشف هوياتهم، ويستخدمون تقنية عالية من أجل تمرير مكالماتهم من داخل المملكة، ويظهر للضحية بأن الاتصال من خارج المملكة، وهم قادرون على تغييب كل أثر يمكن أن يسوق إلى كشف هوياتهم، كما أن هناك عناية في اختيارهم ضحاياهم، الذين غالبيتهم من أهل الثروات، وممن لديهم غريزة حب الثراء السريع». بيد أن التعامل باحترافية عالية مع المعطيات والمعلومات المتوافرة من فريق البحث والتحري، مكن رجال الأمن من كشف هوية أحد أفراد هذا التنظيم، واستدرجه بعد التواصل معه من جدة إلى المدينةالمنورة، على رغم حرصهم الشديد والحذر عند التعامل مع الضحايا ومقابلتهم، وجرى القبض عليه. ولفت المتحدث باسم شرطة المدينة إلى أن التنظيم كان يجري تواصلاً مع الضحايا هاتفياً من شقة في جدة خصصت لهذا الغرض، وعلى الفور تم القبض على العصابة. وعُثر داخل الشقة على جهاز لتمرير المكالمات، وأوراق نقدية (دولارات ويوروهات) مزيفة، وكميات من النقود المختلفة، ودفاتر شيكات مزورة، وطوابع وأوراق وأحبار ومواد تستخدم لتبييض العملات، وخواتم وطلاسم ومواد شعوذة، وأعداد كبيرة من الشرائح وأجهزة الجوالات التي تستخدم في عمليات النصب التي يقومون بها، وجوازات سفر مختلفة. وأبان أنه تم التحفظ على الأشخاص الذين يتضح أنهم يمارسون أنواعاً مختلفة من الجرائم، من نصب واحتيال وتزوير وتزييف عملة وترويجها، ولهم نشاط وارتباط بخلايا أخرى ووقع ضحية لهم أشخاص آخرون في مناطق أخرى من المملكة، مشيراً إلى أن إجراءات الاستدلال لاتزال قائمة، وسيتم تحويلهم لجهات التحقيق المتخصصة.