«كانت هنا قرية» هكذا بدا لسان حال أهالي قرية الوسقة جنوب محافظة الليث على امتداد طريق الساحل، التي هجرها معظم سكانها إلى مناطق أخرى بعد أن غمرتها الرمال تاركين خلفهم عشرات المنازل، إذ لم يعد يرى إلا أسطح بعضها. فيما صب ما تبقى من السكان غضبهم على البلدية التي تلقت شكاواهم قبل نحو عام وتركتهم يغرقون في بحر من الرمال المتحركة نتيجة قلة الأشجار في المنطقة وإهمال البلدية تراكم الرمال. وبحسب صحيفة مكة قال قيل النعيري من أمام منزله الذي غمرته الرمال، إن الرمال الزاحفة شكلت خطرا كبيرا على المنطقة وغمرت أجزاء كبيرة منها وسبق أن تقدمت بشكوى للبلدية لإزالة الرمال قبل نحو 6 أشهر ووعدوني بالحضور حينها بيد أنهم لم يحضروا حتى غمرت الرمال منزلي، إضافة إلى عشرات المنازل في المنطقة، مضيفا نعاني نقص المياه بشكل كبير ولا توجد مشاريع لتشجير المنطقة للحفاظ على منازلنا، عشرات العوائل هجروا المنطقة وهناك منازل لم يعد يرى جزء منها جراء ارتفاع الرمال الذي زاد عن سبعة أمتار في بعض المناطق. من جانبه أكد عبدالعزيز النعيري من سكان المنطقة، أن معظم السكان يعانون أمراضا صدرية ولا يوجد في المنطقة إلا مستوصف واحد لا يفي بالغرض ولا يوجد به طبيبات ونطالب بمستشفى يقدم الخدمات لأبناء المنطقة كافة. أحمد بن مهدي، أحد سكان الوسقة، والذي فقد منزله هو الآخر تحت الكثبان الرملية، نبه إلى أن هناك تجاهلا واضحا لمطالب الأهالي من البلدية، فالرمال غمرت منازلنا ونحن في انتظار الحل، مشيرا إلى أن المحافظة تعاني من غياب واضح للخدمات البلدية، حيث لا توجد طرق معبدة ولا بنى تحتية، والكهرباء متقطعة وسكان الوسقة هجروها لمناطق أكثر أمانا. وتابع «طالبنا مرارا بتشجير المنطقة لحمايتنا من ذرات الغبار التي تحولت إلى جبال غطت عشرات المنازل وتسببت في خسائر فادحة للسكان، ونسمع عن مشروع لتشجير المنطقة، ولكنه لم ير النور وأغلب المناطق الواقعة على الطريق الدولي الساحلي يلاحظ فيها ارتفاع الرمال على أسطح المنازل». فيما أفاد مصدر في بلدية الليث أن المشكلة أكبر من أن تحل برفع الرمال، فالمنطقة تحتاج لتشجير كامل وتعاني نقصا في المياه وقال «نزيل الرمال عن المنازل في الصباح وتعود في المساء»، مشيرا إلى أن الحل الجذري لوقف زحف الرمال هو عمل حزام أخضر من الأشجار باعتباره الحل الوحيد لوقف زحف الرمال الذي تعاني منه جميع قرى المحافظة.