اعترف أهالي مركز الشواق جنوبي الليث أنهم تورطوا في قبول استزراع شجرة «البرسوبس»، إلا أنهم برروا الموافقة برغبتهم في مكافحة الزحف الترابي الذي يجتاح منازلهم، ولا تتعامل معه الجهات المختصة بالطريقة العملية السليمة. لكن الأهالي يعتبرون أن البلدية التي استنبتت الشجرة المعروفة باسم «السلم الأمريكي» قبل عشر سنوات في عام 1424 ه يجب عليها التدخل في الوقت الراهن لإزالة تلك الأشجار، بعدما تحولت إلى ورم سرطاني ينتشر في المنطقة، فيبسط أفرعه على الطرقات والمزارع والمنازل، فيما لم يجدوا حلا في الإزالة، معربين عن تخوفهم من انتشارها. ويعترف عمر الحاتمي من سكان مركز الشواق بأن الأهالي تعبوا من زحف الرمال، والذي يمثل لهم معاناة كبيرة، فقال: «نحن موعودون كل عام بعواصف رملية تهب على المنازل وتغطي الغرف، وتطال حتى المباني الحكومية، فالمركز الصحي في الوسقة يعاني أيضا كونه على مقربة من الطريق العام، ونضطر كمواطنين إلى استئجار آليات لإزاحة الرمال من منازلنا ومن أمام أبواب بيوتنا، خاصة أن البلدية لا تمارس هذا الدور». وبين أن الشجرة كانت تعد لهم في البداية القشة التي تعلقوا بها لإنقاذهم من هذا الزحف، إلا أنها باتت وبالا عليهم، فلجأوا إلى البلدية لإزالتها، والتي حاولت لكن الأمر كان صعبا، لتبقى الشجرة معاناة للجميع. ويرى مبروك النعيري أن أهالي الشواق أكثر المتضررين من «البرسوبس»، فهي تميت كل الأشجار التي حولها، وتمتص كميات كبيرة من المياه الجوفية، حتى تصاب الأرض بالجفاف، وتموت الأشجار، ولا تستفيد منها الدواب، فهي ليست طعاما جيدا لها. ويتهم عبيدالله حسن أحد سكان الوسقة البلدية بأنها المسؤولة عن الشجرة، وعليها أن تسارع لاقتلاعها، بعدما بسطت أفرعها على الطرقات والمزارع والمنازل، ولا أمل في الاستفادة منها، ويجب إزالتها. ويعترف الزهراني بما يشكله زحف الرمال من خطر على المنازل، ولا حل سوى الغطاء النباتي، الأمر الذي تتعامل معه البلدية بالإزالة، لكن قلة المعدات تقف حائلا أمام ذلك: «فليست لدينا سوى أربع معدات وصلتنا من شهرين ولا تفي بالغرض ونحتاج لزيادتها»، مؤكدا أن الحل أكبر من إمكانات البلدية والتي أزالت الأشجار في مخطط الوسقة، متطلعا إلى دراسة بحثية لوضع العلاج الأمثل للشجرة، سواء كانت من جامعة الملك عبدالعزيز أو مدينة العلوم والتقنية أو أي جامعة أخرى.