لأول مرة بالمملكة يتوجه القطاع المصرفي السعودي لبدء تطبيق نظام الرقم الدولي للحساب البنكي لأول مرة في المملكة والمنطقة العربية، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، في خطوة لمطابقة المواصفات التنظيمية الدولية لأرقام حسابات العملاء. وأبلغت مؤسسة النقد العربي السعودية، عبر إدارة التقنية البنكية، كافة البنوك العاملة في السعودية ببدء تطبيق التقنية المعروفة ب«آيبان» (IBAN) وهو التنظيم الرقمي لحسابات العملاء في القطاع المصرفي المحلي (International Bank account Number). و«آيبان»هو اختصار لمفهوم الرقم الدولي للحساب البنكي المبني على المواصفات الدولية الخاصة برقم الحساب البنكي، الذي يحقق توحيدا دوليا متعارفا عليه لطول وعدد خانات رقم الحساب، مما يجعل الأنظمة التقنية البنكية تتمكن من قراءة هذه الأرقام بيسر وسهولة، ومن ثم تتم معالجة التحويلات المالية دون أخطاء، مع سرعة في التنفيذ خلال مراحل تنفيذ التحويل المالي محليا ودوليا. وتهدف خطوة «مؤسسة النقد» الجديدة إلى استخدام تقنيات التنفيذ الآلي المباشر لتعزيز كفاءة الخدمات البنكية المقدمة للعملاء وتحسين أدائها، إضافة إلى اختصار الفترة الزمنية للإجراءات التنفيذية لكل عملية تحويل، كذلك يعمل على تسهيل معالجة العمليات المالية للعملاء، وذلك لتماثل طول عدد خانات أرقام الحسابات مع بعضها بعضا، وكذلك لسهولة قراءته والتعامل معه بشكل آلي. من ناحيته، قال ل«الشرق الأوسط» عبد الملك آل الشيخ، مدير إدارة التقنية البنكية في مؤسسة النقد العربي السعودي، إن القطاع المصرفي السعودي سيكون أول منفذ لهذا التطبيق الجديد في المنطقة العربية. ولفت آل الشيخ، إلى أن هذا التطبيق الجديد سيفرض ذاته وستبدأ القطاعات المصرفية في الدول بتطبيقه، مؤكدا على أن الموقع الإلكتروني اشتمل على كافة التفاصيل والمعلومات ليتسنى للجميع الإطلاع على تجربة السعودية والاستفادة من تطبيقها. وأوضح آل الشيخ، بأنه تم إخطار البنوك بضرورة توعية عملائها وبدء حملاتها لتغيير الأرقام القديمة لبطاقات عملائها، مفيدا أن ذلك سيأخذ بعض الوقت منذ انطلاقة المرحلة الأولى المعنية بالاستخدام الفني للأنظمة مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل. وأوضح أن ذلك لا يعني بعدم السماح بتمرير المعاملات المالية التي لا تستخدم التطبيق الجديد «آيبان»، إذ ستمرر كافة الحوالات المالية حتى تتم التوعية بشكل كامل، لا سيما أن تطبيق «آيبان» يمثل مكاسب للعملاء أبرزها عدم إمكانية الوقوع في خطأ عند التحويلات. وتعمل «آيبان» وفق تقنية وآلية حديثة للتخلص من سلبيات تفاوت عدد خانات أرقام الحسابات في القطاع المصرفي السعودي، حيث تتراوح اليوم بين 7 إلى 18 خانة، إذ سيؤمن التطبيق الجديد تقديم أرقام حسابات موحدة للقطاع المصرفي السعودي دون حاجة البنوك للقيام بتغيرات على أرقام حسابات عملائها الأساسية أو أنظمتها المحاسبية. وسيتضمن التنظيم إمكانية إدراج خانات إضافية قبل رقم الحساب الأساسي للعميل، الذي يمكن البنوك الأخرى والعملاء من التحقق من أرقام الحسابات الموجودة بداخل الدفعات سواء كانت محلية أو دولية. وسيكون عدد خانات رقم الحساب بصيغة «آيبان» في السعودية موحدا، حيث يتكون أولا من خانتين لرمز الدولة (وهي ثابتة وتأخذ الرمز SA)، يتبعها رقمين للتأكد من صحة رقم «آيبان» المعطى، ثم رقمين لتعريف البنك المصدر لرقم الحساب وأخيرا رقم الحساب الأساسي (BBAN) وهو ذو تعدد ثابت لعدد خاناته، ويتكون من 18 خانة ليصبح المجموع 24 خانة رقمية. وتبرز أهمية تطبيق «آيبان» في تسهيل معالجة الحوالات البنكية وتمريرها عبر الأنظمة الإلكترونية، وكذلك تطويرها نحو تقنية المعالجة الآلية السريعة للتحويلات وإيداعاتها حيث يتم تحديد ومعرفة رقم حساب المستفيد بشكل دقيق، والاستدلال عليه بسرعة فائقة، كما أنه يسهل على البنك المرسل التأكد من صحة رقم حساب المستفيد، وذلك تجنبا لعملية إعادة الدفعات ذات أرقام الحسابات الخاطئة، التي تأخذ الكثير من الجهد والوقت لتصحيحها. وطالبت «مؤسسة النقد» البنوك المحلية بتشجيع عملائها على كتابة أرقام حساباتهم على صيغة «آيبان» في جميع عملياتهم البنكية المحلية والدولية، موضحة أن ذلك سيساهم بإيجابية في إنهاء عمليات التحويل المرفوضة أو المرجعة من البنك التابع لها الحساب، التي كانت تحدث سابقا، كما سيعزز من كفاءة إجراءات التحويلات المالية، التي تتم عبر الإنترنت من قبل العملاء. وقد قامت مؤسسة النقد العربي السعودي بتسجيل السعودية ضمن الدول المستخدمة ل«آيبان» والصياغة الخاصة بها في جمعية «سويفت»، والجمعية بدورها توزع تنظيم «آيبان» السعودي على جميع الدول المشاركة لاستخدامها في عملياتها البنكية التي تتم مع السعودية. وأوضحت «مؤسسة النقد» أن البنك المصدر لرقم حساب العميل هو الجهة المخولة بإنشاء وإصدار «آيبان» بينما أكدت عدم وجود اختلاف في السياسة التسعيرية الخاصة ب«سريع» نتيجة لاستخدام «آيبان»، إضافة إلى أن تكلفة الرسائل والعمليات الدولية من خلال «سويفت» لا تختلف سواء باستخدام «آيبان» أو بدونه، ولن تفرض البنوك أي رسوم على عملائها نتيجة لإصدار «آيبان» أو تسويقه أو استخدامه. وشددت «مؤسسة النقد» على أنه من المهم أن يقوم كل عميل يحمل رقم حساب مبني على تنظيم «آيبان» بتزويد مختلف الشركات أو الأفراد ممن يتوقع أن يستقبل منهم حوالات مالية سواء محلية أو دولية بالرقم الخاص .