أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس أن السلفية بمفهومها التأصيلي عقيدة وقيم ومنهج وحياة لا يصلح الزمان والمكان إلا بها. وأوضح خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام أن ذلك لا ينافي الأخذ بالتجديد في وسائل وآليات العصر والاستفادة من تقنياته في مواكبة المعطيات والمكتسبات، لافتاً إلى أنه لا يضير هذه الدعوة ما يعتري أفعال البشر من خلل أو ذلل ولا أفعال بعض المنتسبين إليها من تشدد أو تساهل. وأشار إلى أن هذا لا يقتضي أبداً النيل من رموزها والوقيعة في علمائها والطعن في درر مؤلفاتها وسلبها عن سياقاتها الصحيحة ودلالاتها الواضحة بأفهام مغلوطة وأهواء مقصودة، منوها إلى أنه من فضل الله على المنهج السلفي أن كتب الله له البقاء والانتشار بعكس الكثير من الشعارات والدعوات التي تعثرت واندثرت. وتابع السديس: "لقد تفيأت بلادنا عقيدة سلفية ودعوة إصلاحية تجديدية أسفرت عن التمكين للدين والتي منها دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، دعوة تصحيحية لما فسد من معتقدات بعض المسلمين، فحاربت البدع والخرافات والآراء الشاذة والضلالات". وفق "أخبار 24". ولفت إلى أنها لم تكن دعوة إلى دين جديد ولا إلى مذهب خامس بل ترسمت هدى سيد الأنبياء والصحابة الأصفياء والتابعين الأوفياء بالعمل بالكتاب والسنة وهي بريئة كل البراء من نباءات التكفير ومنهج الخوارج، رغم ما لقيته هذه الدعوة من المزاعم والافتراءات والتشويه والشائعات. وأضاف: "مع أننا في زمن المعلومة الصحيحة وإنكار معرفة الحق والحقيقة إلا أن وصم هذه الدعوة ولمزها بالوهابية لا يزال صداه يطرق مسامع أبنائها فلا يزيدهم إلا إصرارا وثقة بالحق واستمساكا به، بانتهاج المنهج السلفي الوسطي المعتدل القائم على نور الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح".