تبقى العادات والتقاليد الجميلة عالقة في أذهان أهلها يحرصون على التمسك بها وتأصيلها في نفوس أبنائهم وأحفادهم، حتى لا تتلاشى وتضيع، لأنها جزء من هويتهم، وتعد رابطاً قوياً بين الأهل والأقارب، ومن بينها اجتماعهم على مائدة إفطار كبير العائلة في أول أيام عيد الأضحى. "وبحسب موقع عين اليوم" استمعت للحنين الذي رواه سكان منطقة الحجاز لأيامهم التي كان فيها الاجتماع على الإفطار في عيد الأضحى ضمن أهم العادات التي بدأت تتغير اليوم ولا تُشاهد إلا في القرى وفي بعض المدن الصغيرة . *ارتداء "الإزار" وذبح وتوزيع الأضحية بعد صلاة العيد: وروى صالح المسند صاحب ومؤسس موقع (قديم) الذي يعتبر أول موقع للتراث في العالم العربي والذي لا يزال حتى الآن، تفاصيل أول يوم العيد قائلاً إن كل عيد الأضحى كان والده رحمه الله يحضر 4 أضاحي واحدة تكون عنه وعن أهل بيته والبقية صدقة، وأضاف: نجتمع بعد صلاة العيد ونقوم بارتداء الفوْط (الإزار) ونساعد جميعنا أولاد وبنات كل واحد منا يتولى مهمة هناك من يمسك برجل خروف وآخر يقوم بالذبح، وبعد الانتهاء من الذبح يتم رفع الأضحية فوق قدة خشب يكون لها حبل، وبعد ذلك يتم سلخها وتقطيعها لأقسام، ومن ثم يتم وضع كل قطعة لحم بكيس وكل واحد مننا يأخذ مجموعة من الأكياس وينطلق لتوزيعها على منازل المحتاجين والضعفاء ويستغرق ذلك قرابة الساعة. * " التقاطيع" أبرز ما يميز مائدة إفطار عيد الأضحى: وواصل المسند حديثه قائلاً: بعد ذلك نعود للمنزل ونتفرغ للاغتسال بعد أثر الذبح، وفي هذا الوقت تكون ربة المنزل قد أعدت لنا "السلاة" وهي الكبدة مع أوصال اللحم والكرشة والكلاوي والتي تكون محمسة على الصاج مع إضافة البهارات عليها حيث تقدم هذه الوجبة كإفطار أول يوم العيد مع الأسرة والأقارب. وأضاف وليد شلبي أنهم في مدينتي مكةوجدة يعتبرون أيام الحج "خليفا" وقل من يحتفل بأيام الخليف هذه وعيده يقولون عنه "عيد اللحمة" وإفطارهم فيه يكون من "المعلاق" أي الكبدة والكلاوي والقلب وتسمى" تقاطيع" وعادة تقام في منزل كبير العائلة. *غداء أول أيام العيد في منزل كبير العائلة: وأضاف يتم عمل غداء أول العيد عند والدي رحمه الله لأنه الأكبر سناً ويأتي إليه الأقارب والجيران، وفي اليوم الثاني نجتمع عند أحد الأقارب للغداء وهكذا تكون الأيام الثلاثة الأولى للعيد، وأضاف لم تكن تلك الأيام فيها نزهات ولا يوجد أحد يترك مدينته ويسافر للخارج أو غيره مثل ما نراه الآن تأتينا الأعياد والمنازل والطرقات خالية. *القرى الصغيرة ما زالت متمسكة بتقاليد أيام العيد: وأشار المسند أن القرى والمدن الصغيرة مثل النماص، الباحة، أبها، عنيزة، بريدة، العلا، خيبر، وغيرها ما زالت متمسكة باجتماع العائلة في الأعياد لا سيما إفطار أول يوم في منزل كبير العائلة. *نساء الحجاز في موسم الحج اشتهروا بإقامة كرنفال تنكري: وأضاف وليد شلبي أنه في المساء كان بعض النساء يقمن كرنفالاً تنكرياً يؤدين فيه "أوبريت القيس" حيث يعد أوبريت القيس: من الأغاني التي اشتهرن بها نساء الحجاز أيام "الخليف" وعادة يغنى في " كرنفال تنكري " في موسم الحج حيث يلف الصمت أرجاء "الحي" بل وكامل المدينة الحجازية إذ تخلوا تقريبا من الرجال، وما أن يرخي الليل سدوله حتى يخرجن متنكرات في أزياء رجالية لمختلف المهن التي كانت ويتنافسن كل منهن في حارتهن لجذب أكبر قدر من المشاهدات. فاشتهرت في : "جدة الرويس والنزلتين، ومكة جياد" بإحيائه من ليلة الوقفة بعرفة وحتى نهاية الحج . ويبدأن دق الطيران والطبول وينقسمن النسوة إلى مجموعتين وبصوت الحدري يبدأ الإنشاد والمجموعتان يغنين ويصفقن "يا قيسنا يا قيسنا هيا معانا بيتنا نسقيك من شربيتنا ونطعمك في بيتنا ونرخي الستائر عليك أسمر ولد جارية محلي المشالح عليه وهنا تظهر الشخصية المتنكرة بها النسوة من شيخ الحارة أو العمدة وهكذا يستمر ترديد هذا المقطع ومقاطع أخرى حتى انتهاء اليوم.