حولت مناسبة عيد الأضحى المبارك أشكال الهدية لدى المسلمين عامة ولدى أهالي المملكة خاصة، حيث اصبحت أكياس اللحم أهم هدية يتم بها التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة والجيران والأقارب كوسيلة للتعبير عن المشاركة في هذه المناسبة الإسلامية التي يعتز بها المسلمون، ودائما ما يرتبط مسمى عيد الأضحى بالذبائح وبتجهيز الأضاحي اقتداء بالمصطفى عليه الصلاة والسلام.. وهناك بعسير لأهاليها عادات وتقاليد مازالوا متمسكين بها ويحرصون عليها وهي مما يجعل للعيد لديهم رونقاً وبهجة وإحساساً بالفرح الذي تفتقده بعض المجتمعات في ظل المدنية والحداثة. تقول أم سعد الشهري كثير من الناس ينظرون إلى عيد الأضحى بأنه عيد يتطلب المشاركة الاجتماعية فتتوقف المشاركة الاجتماعية بتقديم الورود أو العطور او الشكولاتة، ويتم تبادل اللحم، فالأضحية في حد ذاتها وسيلة للتقارب الاجتماعي حيث تتجمع الأسرة بكافة أفرادها لتقطيع الأضحية وتحديد حصة كل أسرة كما يتم دعوة الجيران والاهل على وجبه إفطار دسمة تضم المأكولات الشعبية مثل المقلقل والحنيذ، والخبز البلدي، وخبز التنور، غيرها من المأكولات الشعبية التي تدخل اللحوم في مقاديرها كما يتم تبادل أكياس اللحم بين الجيران كنوع من هذا التواصل. كما أشارت امل الصالح ان هناك العديد من السيدات تتفنن في طريقة تغليف اللحم، فيقمن بتقديم اكياس اللحم وتزيينها بشكل جمالي كأن يتم وضع اكياس مزينة بالورود والاشكال الفنية محاولة منهن لتحويل هذه الاضحية الى هدية ممميزة بتغليفها. بينما توضح "نورة الوادعي" عادات أهالي عسير فتقول: نقوم بشراء الأضحية قبل العيد بفترة.. والبعض الآخر يكون قد جهز أضحيته من بين الماشية التي يقوم بتربيتها وخاصة الذين يسكنون البوادي أو المناطق الجبلية. وفي يوم العيد وبعد صلاة العيد يجتمع أفراد العائلة وكل يأتي بذبيحته ويقومون بذبحها بأنفسهم في ما يسمى (بالحوش) أمام الأبناء والزوجة وذلك حتى يتعلم الأبناء طريقة الذبح، وبعد الانتهاء من الذبح تقوم الزوجة باختيار جزء من الذبيحة وتقطيعها وتبهيرها وخبزها (بتنور الحطب) بعد انتهائها من صنع خبز التنور. مضيفة: "تجتمع العوائل عند كبير العائلة وفي بيته ويتساعد الرجال في ذبح ذبائحهم ومن ثم تقوم النساء بتجهيز الفطور ووضع القليل من هذا الفطور على جنب؛ وذلك لمعايدة الجيران والأهل وتذويقهم من ذبيحة العيد.. بدلاً من الحلوى.. أما غداء يوم العيد فإنه يكون بتقطيع الثلث المتبقي من الأضحية بعد التصدق بثلث والإهداء بالثلث الثالث.. والقيام بحنذه وتجميع الأهل عليه". وعن طريقة خزن اللحم قالت "نورة " عندما يكون هناك فائض من اللحم فإن النساء والرجال يتشاركون بتشطيب اللحم وتمليحه وتيبيسه، خاصة أن منطقة عسير تساعد برودتها على عدم تعفن اللحم. وفي اليوم الثاني تبدأ المعايدة بين الأهل والأقارب وذلك بالتجمع على الغداء أو العشاء وتذوق أضحية كل قريب أما الحاج فإن أهله لا ينسونه فهم يقومون بادخار جزء من لحم العيد له وطبخها عند وصوله من الحج.