وصفت الكاتبة المصرية المثيرة للجدل فاطمة ناعوت في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يوم النحر (عيد الأضحى) بأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ قرون؛ ما أثار استفزاز مشاهير الساسة والكتاب الذين انتفضوا مستنكرين هذا الوصف الذي يعكس السخرية من شعيرة الأضحية، فانتفض المغردون لمهاجمة الكاتبة ووصفها بأبشع الأوصاف والتشكيك في اعتناقها للدين الإسلامي. غير أن الكاتبة تداركت وأصدرت بياناً توضح فيه ما وصفته باللغط المفتعل حول موقفها من الدم، وقالت: "رغم أنني مسلمةٌ وأحفظ من القرآن، إلا أنني سمحت لنفسي أن أنتقي من "الفلسفات"، (ولا أقول "العقائد")، الأخرى ما يناسب تركيبتي النفسية. لهذا حاكيتُ البوذيين والزرادشتيين في الامتناع نهائياً عن إزهاق أي روح، لأنني لم أخلقها لأُميتها، ولم أمنحها الروحَ لأسلبها منها. لهذا فإن تركيبتي الذهنية لا تستوعب فكرة إهدار الدم والقتل، حتى قتل الحيوان والطير المُباح والحلال شرعاً في شريعتنا الإسلامية، وفي جميع الشرائع السماوية الأخرى. امتناعي عن ممارسة الذبح الحلال، لا يعني أنني أستنكرها على غيري، أو أُنكر شريعتها الربوبية. إنما هو عدم مقدرة مني على اتباعها. تمامًا مثل تعدد الزواج المباح شرعًا في الإسلام، قد تجد رجلا يرفض أن يتزوج على امرأته رغم الرخصة الإسلامية بذلك. هذا الرجل ليس كافرًا لأنه لا يستخدم رخصته، بل هو لا يستسيغ فعلها، وإسلامه صحيح". وأردفت: "مثلي مثل سائر البشر لديّ ما يُحيرني من أمور وجودية وتاريخية ودينية، تأملتها كثيراً وسألتُ فيها فقهاء ولم أصل ولم يصلوا معي إلى جواب شافٍ بشأنها. لهذا أرجأتُ هذه الأمور الغيبية ليوم الحساب علّني أسأل فيها ربّ العزةّ علام الغيوب. منها مثلا أن الله رفض قربان قابيل، ابن آدم، رغم إنها زرعٌ استغرق منه الوقت والجهد، في حين قبِل قربان شقيقه هابيل، وهي ذبيحة لم تكلفه سوى نحر عنق كائن أعجم. لا أنكرُ القصة لكن عقلي البشري البسيط لا يفهمها؛ مثلما لا أفهم العديد والعديد من الأمور شأن كل البشر. ومن يزعم أنه أدرك الحقيقة كاملة هو كاذب مدّع جهول". وفق "عين اليوم". واختتمت ناعوت البيان بقولها: "أود أن أطمئن قرّائي وأحبتي إلى أنني مطمئنةٌ لإيماني بالله، وأعرف أنه أدرى بي من نفسي، فلا أخشى شيئاً لأنه عالمٌ بصدقي مع الناس وحبي له ولخلقه وإيماني بأنبيائه ورسله وكتبه".