انتقد بعض المشايخ المسلمين جنون حجاج بيت الله الحرام بالتقاط صور سيلفي لأنفسهم والتي اجتاحت مكةالمكرمة خلال موسم الحج لهذا العام، وشجب بعضهم مثل هذه الأعمال التي اعتبروها مسيئة للدين ولمشاعر البيت الحرام، والتي تطلب الخشوع كون الشخص في أطهر بقاع الدنيا. وبحسب ما ذكره موقع "Cairoscene"، يأتي السلوك المنتقد من مئات الحجاج.. فمن شدة سعادتهم وفخرهم بأنهم يؤدون أحد أركان الإسلام الخمسة، يقومون بالتقاط صور لأنفسهم في الحرم ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة الإنترنت. وتعددت الصور، حيث كانت الكعبة في خلفية صور الكثيرين، وسعى البعض لتصوير نفسه وهو يقبل الحجر الأسود. وألقى بعض الأئمة والشيوخ باللوم على التساهل في تطبيق القوانين السابقة التي كانت تقضي بحظر التصوير على المعتمرين والحجيج داخل الحرمين الشريفين وفي ساحاتهما لتهيئة المناخ التعبدي لقاصدي الحرمين، بل وأطلقوا على ظاهرة التصوير الجديدة اسم "حمى السيلفي"، والتي اعتبروها أنها تأتي بأجواء سياحية أكثر منها تعبدية. من جهته قال الشيخ عاصم الحكيم، أحد أبرز الدعاة باللغة الإنجليزية في المملكة إن التقاط الصور السيلفي والمقاطع، يعد تحديا للخشوع الذي تتطلبه فريضة الحج انتهاجا لمسلك الرسول صلى الله عليه وسلم|. وفق "عاجل". وأضاف الشيخ عبد الرزاق البدر أن صور السيلفي تجعل من يراها يعتقد أن الغرض الوحيد من رحلة الحج هو التقاط الصور وليس العبادة. وكان علي جمعة، مفتي مصر السابق، قد أكد خلال حواره مع الإعلامي عمرو خليل في برنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي"، أن الحج لبيت الله الحرام يتطلب الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن هناك بعض السلوكيات الخاطئة تحدث من الحجاج دون وعي مثل استخدام التليفون المحمول أثناء أدائه للفريضة، قائلا: "الذي يصور نفسه سيلفي مع بيت الله الحرام تهريج ولا يرضي ربنا أبدا، أين الذكر والعبادة والخشوع؟". وقال أحد المقيمين في جدة لصحيفة "Arab News"إأنه كان يصلي الجمعة في المسجد الحرام، ولكن بعض الحضور ظلوا يتوافدون أمامه لتصوير الخطبة بكاميراتهم، وتساءل: "ماذا جرى لخشوع الفرد في مثل هكذا موقف؟!". وتابع: "عدد هؤلاء الذين رأيتهم وبصحبتهم كاميرات داخل الحرم يرقى للآلاف خلال العمرة العام الماضي.. ومع امتلاك العديدين للهواتف الذكية التي تحتوي على كاميرات.. يتضح أن مرض السيلفي قد استوطن ومن الصعب إيقاف انتشاره".