استعاد مركز الملك فهد الثقافي «قرية المفتاحة» النشاط بعد أن كان شبه مهجور، بعد تكفُّل فنانين تشكيليين في منطقة عسير بتشكيل واجهات المركز، بجداريات فنيّة بديعة، تداخلت فيها مدارس الفنّ، من واقعي إلى تجريدي وسريالي إلى تكعيبي، حيث تقاسم ما يزيد عن تسعة فنانين تشكيليين جداريات المركز في توأمة بين مدارس الفنّ التشكيلي. وتأتي هذه الروح الجديدة بعد تكليف محمد السريعي بإدارة القرية خلفاً للفنان التشكيلي عبدالله شاهر، استعداداً لاستضافة المركز في الأيام المقبلة حزمة من المعارض والمتاحف والفعاليات المتعددة، في إطار «أيام المفتاحة» التي تندرج ضمن فعاليات مهرجان أبها، حيث تواصل القرية هذه الأيام الخطوات النهائية السريعة لاكتمال وجهها الجديد، بعد مراحل الترميم والصيانة التي بدأت بأجزاء منها. وعن سرِّ هذه الروح المتفائلة التي بدا عليها الفنانون التشكيليون، ذكر الفنان التشكيلي إبراهيم فايع إنّ هذه الروح موجودة لدى كلِّ الفنانين التشكيليين إذا شعروا بأنَّ هناك من يقدِّر عملهم ويسعى لإبرازه، فالفنان التشكيلي الحقيقي يجد نفسه في هذا المكان، إلا أنَّ خطوات التحجيم السابقة، التي أضرَّت بالفنِّ التشكيلي في المنطقة وحركته، ساهمت بشكل كبير في غياب هذه الروح. وأضاف فايع: إنَّهم يجدون أنفسهم في هذا المكان، لأنَّ أغلب الفنانين التشكيليين ليس لديهم مراسم في بيوتهم، وقد حيل بينهم وبين هذه المراسم في سنوات ماضية، إلا أنَّ الأمل يعود بإدارة المركز الجديدة، التي يأمل فايع أن تتيح المكان بكلِّ محتوياته للعمل الفني والالتقاء بأصدقاء الفنِّ وعشاقه بعد أن حُرم كثير من الفنانين في سنوات ماضية من هذا الحقِّ. أما الفنان التشكيلي محمد اليامي، الذي كان يقف أمام لوحته الجدارية التجريدية، قال إنّه يأتي للقرية في أوقات فراغه، إلا أنَّ الحماسة بدت واضحة عليه وهو يتحدث ل «الشرق» ويعلل هذا الفرح بشعوره الحقيقي بعودة الروح لهذا المكان الذي يليق بتواصل الفنانين وتقاطع الألوان وتواصل المدارس الفنية. فيما يرى الفنان التشكيلي معيض الهاجري، أنّ هذه القرية تشكِّل تاريخاً لكثير من الفنانين البارزين في المملكة، ولا يكاد فنان تشكيلي زار هذا المكان أو رسم فيه إلا ولديه ذكريات طيبة مع هذا المركز، غير أنه يأمل أن يتمَّ تفعيل أدوار الفنانين التشكيليين مستقبلاً بتأسيس الجانب النظري وفتح النقاش بشكل كبير في الفنِّ ومدارسه ونقد الأعمال الفنيَّة. ورأى الفنان التشكيلي إسماعيل صميلي أنّ عودة مركز الملك فهد الثقافي لممارسة دوره يشعره بالراحة والاطمئنان في أنَّ هناك عملاً قادماً سيسعد الجميع، مبيناً أنه متحمس جداً لعمله، فهو يقوم بتنفيذ جداريتين في وقت قصير وبدوافع فنية خالصة. وقال إن القرية لم تكن منذ سنوات في خدمة الفنانين التشكيليين، ولكنها عادت إليهم، وفي عودتها يمكنك أن تقرأ الحماسة في عيون كلِّ الفنانين الذين يؤدون عملهم خدمة للفنِّ وعشَّاقه. وأوضح الفنان التشكيلي والإعلامي سعيد الأحمري أنه ينفِّذ عمل جدارية، ولديه أعمال أخرى سيقوم بتنفيذها في شهر رمضان المقبل داخل القرية. وقال الفنان التشكيلي ملفي الشهري إنَّه يشعر بسعادة كبيرة في العمل الفني الذي يقوم بتنفيذه على جدار القرية. وأضاف: كلُّها أيام قليلة وستشاهدون المركز الثقافي في وجه آخر مبهج. من جانبه، ذكر المشرف على فعاليات مركز الملك فهد الثقافي، محمد السريعي، في تقارير صحفية سابقة، أنّ أبواب المركز مشرعة أمام جميع الفنانين، وأنّ الإمكانيات متاحة لكل الفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون التي بدورها تدفع بالشأن الثقافي إلى فضاءات أوسع وعطاءات أفضل تتواكب مع تطلعات وآمال ودعم أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز.