سقط مرتكب جريمة قتل ممرض في قبضة الشرطة بعد ساعات قليلة من مغادرته مستشفى الملك عبد العزيز في حي الزاهر مكةالمكرمة، ومعه رشاشه الذي باغت به المستشفى والضحية. وأثار الحادث الذي اهتزت له المنطقة وقت الفجر، حين اقتحم مواطن المستشفى برشاش كلاشنكوف وأمطر المكان بوابل رصاص من كل صوب، ووقع الممرض في العيادة النفسية عبد القادر سعود المهابي (33 عاما) مضرجا بدمائه بعد أن سكنت جسده ثلاث رصاصات أردته قتيلا. في الحال. وعلمت “عكاظ” أن بلاغا تقدم به شقيق الجاني في الرياض قبل ثلاثة أيام يفيد بسرقة رشاشه وسيارته، ما يشير إلى أن الجاني متورط في تلك السرقة، ويرجح أن يكون الرشاش الذي عثرت عليه الشرطة بعد الحادث هو نفس السلاح الذي سرقه الجاني من شقيقه ونفذ به فعلته داخل المستشفى. وذكر شهود عيان عايشوا الحادث أن الجاني كان في حالة هياج لدى عبوره البوابة الرئيسية للمستشفى، ومعه الرشاش، فما كان من رجال الحراسة إلا الفرار والاختباء خشية أن تطالهم النيران. وأوضح شهود العيان أن الجاني توجه مباشرة صوب العيادة التي يعمل فيها الممرض وأفرغ رصاصات رشاشه هناك. * الأمن ضبط السلاح داخل السيارة. * 3 طلقات سكنت جسد القتيل. * إحالة القاتل إلى شرطة التنعيم. * 45 ثانية مدة نفيذ الجريمة. من جهته، اعتبر والد الممرض القتيل عبد القادر المهابي الجريمة عملا متعمدا مع سبق الاصرار والترصد على حد قوله مرتكزا في ذلك إلى أن “الجاني لم يطلق رصاصة واحدة على عشرات الموجودين في المستشفى”. وخيَم حزن عميق امس في مستشفى الزاهر بعد رحيل الممرض المهابي، وذكر أحد رفاقه “عرفناه مثابراً في عمله، حريصا على واجباته، ينجز كل ما يوكل إليه من مهام بدقة ومسؤولية، وظل طوال ثماني سنوات فترة عمله في المستشفى مثالاً للتفاني ومعاملة مرضاه بالحسنى حتى حان أجله في موقع العمل الذي أحبه” وذكرت معلومات من موقع الحادث، أن الممرض الراحل كان داخل وحدته يؤدي واجبه، وسمع طرقاً على الباب، وبادر الى فتحه، وفوجئ بطلقات نارية أصابته في مقتل. وأبلغ “عكاظ” مدير مستشفى الملك عبد العزيز في مكةالمكرمة الدكتور على الأحمري أن الجاني سبق وأن تلقى العلاج في قسم الصحة النفسية في المستشفي. وتحدث الأحمري عن مناقب الممرض القتيل، من بينها تحليه بصفات حميدة، وكان وفياً لعمله ووظيفته حتى آخر يوم من حياته. ووصف مدير المستشفى الجاني بحالة الاعتلال النفسي وهو يطلق النار بشكل عشوائي، واستطاع الوصول الى قسم الصحة النفسية وأثار الهلع والخوف في نفوس حراس الأمن والعاملين، وطرق باب غرفة الراحل ثم فتح النار في كل صوب. إلى ذلك، أكد المتحدث في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان أن الجاني هرب من الموقع، قبل أن يقع في قبضة الشرطة التي أحالته إلى شرطة التنعيم لاستكمال التحقيقات. وأفاد أن أجهزة الأمن “عثرت في وقت قياسي على سيارة الجاني وبداخلها السلاح الرشاش المستخدم في الجريمة، حيث عمد الجاني إلى ترك السيارة في موقع قريب من مسرح الحادث والفرار منها”. فيما أوضح المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في العاصمة المقدسة مروان معبر أن الجاني دخل المستشفى عبر البوابة مضطربا ، وبدأ إطلاق النار من سلاحه الرشاش بصورة كثيفة، وانسحب العاملون والحراس من محيط النار وتحصنوا في مدخل المستشفى، ووصل المتهم الى قسم الصحة النفسية، وأطلق النار على الممرض عبد القادر سعود المهابي. وأمام شهادة عيان في الموقع بهروب رجال الحراسة وقت اقتحام الجاني المستشفى، أصر المتحدث في صحة العاصمة أن المستشفى “مغطى برجال حراسة على قدر كبير من المهارة، وكانوا موجودين في الموقع لحظة الحادث، غير أن إطلاق النار الكثيف أجبرهم على التراجع.