تعاني النادلات السعوديات (مقدمات وجبات الأكل بالمطاعم) حيرةً متزايدة، كما يقعن بين مطرقة العادات الثقافية وسندان احتياجاتهن المالية، في ظل ضغط عائلاتهن المحافظات وأصدقائهن لترك خدمة الزبائن في المطاعم لأسباب ثقافية. وسلطت صحيفة "Arab News" الضوء على وقوع النادلات السعوديات بين شقي رحى، بعد أن أظهر بحث حديث أن أغلبية الإناث السعوديات يترددن في العمل كنادلات بسبب نظرة المجتمع السلبية للمهنة. من جهتها، ذكرت أم محمد (مالكة مقهى) أن العديد من السعوديات لا تعملن نادلات بسبب الدوام المسائي، علاوة على نظرتهن بأن الوظيفة مؤقتة. وأوضحت أم محمد أنها بدأت في توظيف فلبينيات، ولكنها تجد مشقة في إيجاد سعوديات لشغل الوظيفة من أجل تلبية متطلبات "نطاقات". بدورها قالت فاطمة (خريجة جامعية) إنها تركت وظيفة النادلة بسبب ضغط أصدقائها وأقربائها، بالرغم من أن الزبائن كانوا يعاملونها باحترام، وكانت تحصل على "بقشيش" جيد. وأشارت منيرة الشيايفي (سيدة أعمال) إلى أنها عانت حتى تجد سعوديات يشغلن وظائف شاغرة في مطعمها، برغم أنها توفر برامج تدريبية لهن، مضيفة أن عزوفهن نتيجة للضغوط الاجتماعية، وحفاظًا على قدر ما من الخصوصية، وخوفهن من أن يراهن أقاربهن. وعلى صعيد آخر، قالت شيخة الدحيلان، الحاصلة على مؤهل جامعي ولديها وظيفة، إن بعض السعوديات لا يزلن تعملن نادلات بسبب حاجتهن للمال، مشيرة إلى أنها إذا احتاجت للمال فستقبل وظيفة النادلة حتى لو كانت لا تزال تدرس بالجامعة. كما لفتت الدحيلان إلى أن العمل كنادلة أمر متعارف عليه وشائع في أمريكا وأوروبا وبمرتبات زهيدة، اعتمادًا على البقشيش "tips". ودعت الفتاة إلى احترام السعوديات اللاتي تعملن نادلات من قبل المجتمع السعودي.وفق "عاجل". أما آلاء السويلم (طالبة جامعية) فأوضحت أنها تحترم السعوديات اللاتي تعملن في خدمة الزبائن في المطاعم والمقاهي، وأنها قد تقبل تلك الوظيفة إذا لم تجد بديلا. وكان لأروى آل الشريدة رأي من وجهة نظر مختلفة؛ إذ ذكرت أنها قد تعمل نادلة بغض النظر عن وضعها المالي، لا لسبب إلا لأن الوظيفة ستحمل جانبًا مرحًا وهو مقابلة ناس من مختلف مناحي الحياة. كانت إحصائيات صادرة عن وزارة العمل في المملكة قد كشفت ارتفاع معدل الإناث السعوديات العاطلات عن العمل بنسبة 36%، وقالت الإحصائيات إنه وعلى الرغم من أنّ الإناث يشكلن 18% فقط من القوى العاملة في المملكة فإن 60% من حاملات شهادة الدكتوراه عاطلات عن العمل حاليًّا.