ليلة سعودية بامتياز، كان الحديث فيها عن الجوهرة وراعيها.. جدةالمدينة الساحلية التي تقع على ضفاف البحر الأحمر، كانت مسرح الحدث، فكان الحدث فتح رياضي مبين لشباب الوطن، وختام مثير لم يسعف فيه الشبابيون صاحب الأرض والجمهور الأهلي من التقاط أنفاسه منذ بداية المباراة وحتى رمقها الأخير. وبكلمات خرجت من القلب إلى القلب، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مدينة الملك عبد الله الرياضية، في حفل اكتظت به جنبات المدرجات التي تتسع لأكثر من 62.400 متفرج. وقال الملك "على بركة لله نفتتح هذه المدينة الرياضية"، مبينا أن أبناء الشعب السعودي يستحقون أكثر وأكثر، منوها بالدور الريادي للأجداد الأوائل في بناء الدولة ومؤسساتها. وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، قال في كلمة مختصرة أن مدينة الملك عبد الله الرياضية تعتبر الملعب الأسرع من نوعه بناء في العالم. أما الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، فعاد مجددا لارتداء عباءة الشاعر في هذه الليلة التاريخية، بأبيات ابتدأها يقول "باسم الوطن شكرا وتسلم أياديك.. يا سيدي يا أعز والد وقائد"، ليختتمها موجها رسالة للملك عبد الله بن عبد العزيز، قال فيه "قولوا لأبو متعب عسى الله يخليك.. وقولوا معي آمين في صوت واحد". الأهلي.. هزيل وظهر فريق الأهلي في وقائع المواجهة الختامية لكأس الملك للأبطال، على نحو هزيل جدا، فلم يكن الفريق الملكي على بحجم المسؤولية في الليلة الملكية. وعلى الرغم من أن جمهوره كان يتوعد الفريق الضيف بهزيمة ساحقة كونهم أصحاب الأرض والجمهور، إلا أن المشهد في المستطيل الأخضر لم يكن على قدر تلك التهديدات والتحديات. الدقيقة العاشرة من وقائع الحصة الأولى، دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، كونها شهدت تسجيل أول هدف على الجوهرة المشعة، وكان ذلك من نصيب نادي الشباب الذي تحصل على ركلة جزاء، أودعها فرناندو على يمين المرمى الأهلاوي. ومقابل تواضع وفداحة أخطاء الفريق الملكي، كان الليوث في الجهة الأخرى يقدمون مباراة مثيرة بامتياز من كافة النواحي، إن كان لناحية ترابط الصفوف واللعب بجمل تكتيكية فريدة أرهقت الأهلي، وجعلته يسلم زمام الأمور للشبابين، لتتعمق جراح الأهلاويين بهدف ثاني أحرزه الشباب نتيجة استغلال مهاجميه لخطأ فادح. ومنذ الدقائق الأولى لشوط المباراة الثاني، اتضحت معالم التتويج، وذلك عندما سارع الشبابين بتسجيل الهدف الثالث، لتنتهي وقتها آمال الأهلي بالتعديل، فيما لم تفلح محاولاتهم الحثيثة لحفظ ماء الوجه بهدف وحيد، ليخرجوا من المباراة خالين الوفاض إلا من جائزة المركز الثاني. البلطان في المنصة قبيل المباراة، دار جدل واسع حول ما إذا كان سيسمح لرئيس نادي الشباب خالد البلطان من الصعود على المنصة، بعد قرار لجنة الانضباط الذي أوقفه لمدة عام وغرمه 300 ألف ريال نتيجة التصريحات التي اعتبروها تجريح بشخصية رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السيد أحمد عيد. وعلى الرغم من أن التأكيدات التي كانت تخرج من البيت الشبابي أكدت أنه ليست هناك أية موانع نظامية تحظر على البلطان صعود المنصة إلا أن هناك من ظل يشكك في الروايات الشبابية، حتى جاءت لحظة التتويج لتقطع الشك باليقين، ويظهر البلطان رئيس الشباب على المنصة في حضرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحضور أحمد عيد، لتسلم كأس البطولة. وبعد انتهاء المباراة، رفض البلطان في تصريحات إعلامية الحديث عن أي شيء يخص بقاءه أو رحيله، مؤكدا أن الحديث في هذه الليلة لن يكون إلا عن الجوهرة وراعي الجوهرة خادم الحرمين الشريفين. ولكنه حينما سئل عما إذا كان صعوده للمنصة جاء بشكل نظامي، أجاب قائلا "صعودي للمنصة كان وفقا للقوانين، ورسالتي للجنة الانضباط أن القامات لا تنحني.. وبيننا وبينهم الاسئتناف". الوطن