كشفت مصادر مطلعة عن نية رئيس اتحاد كرة القدم السعودي أحمد عيد، للاتجاه إلى القضاء لتقديم شكوى ضد رئيس نادي الشباب خالد البلطان، على خلفية التصريح الذي أطلقه الأخير عقب مباراة فريقه في نصف نهائي كأس خادم الحرمين مع الاتفاق عبر إحدى القنوات الفضائية، وطال فيه اتحاد القدم بصفة عامة، وعيد على وجه الخصوص، وهو التصريح الذي تحول حديثا للوسط الرياضي خلال ال48 ساعة الماضية. وأشارت ذات المصادر إلى أن "عيد" سيوكل مستشارا قانونيا "محاميا" لتقديم الشكوى وتمثيله في المحكمة الكبرى في الرياض، وأن هذه الخطوة جاءت بعد ضغط من معظم أعضاء الاتحاد، الذين يرون أن "عيد" جزء من منظومة اتحاد القدم، وأن التعرض له بالتجريح يعد تجريحا في أعضاء الاتحاد كافة، وأن سكوته عن التصريح سيفتح المجال لغير البلطان لإطلاق تصريحات قاسية ضد الاتحاد وضد الأشخاص العاملين فيه، وليس نقدا لعملهم فقط. ومن المتوقع أن يجتمع عيد خلال ال48 ساعة المقبلة ببعض المحامين؛ ليطلعهم على خلفيات القضية كافة، مع تجهيز تسجيلات لتصريح البلطان؛ ليقرروا إمكانية كسب القضية عبر المحكمة من عدمها. وكان البلطان قال في تصريحه "إذا "شلنا" الصفة الاعتبارية عني وعن عيد فحتما سيكون هو الخاسر.. وأنا "أقدح" من رأسي ولا أترك الرجال يلعبون علي.. وأنا "ماني" مثل عيد كل واحد يرميه في جدار"، وذلك في معرض رده على تصريح سابق أطلقه عيد في وقت سابق قال فيه إن "البلطان لا يمثل إلا نفسه". من جانبه، أكد رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم إبراهيم الربيش، أن اجتماعا ستعقده اللجنة اليوم أو غدا لمناقشة تصريح البلطان، إضافة إلى النظر في الشكاوى المتبادلة بين الهلال والنصر، وأمور أخرى كثيرة تتعلق بعدد من الأحداث الكروية التي مر بها الوسط الرياضي هذا الأسبوع في المملكة. وأوضح الربيش أن اللجنة لم تستلم حتى أمس أي شكوى من عيد بحق البلطان، لكنها لن تنتظر هذه الشكوى حتى تبت في القضية، بل ستقوم بدورها في مناقشة التصريح حسب اللوائح والأنظمة المتعلقة بالقضية، مبينا أنه إذا ثبت أن رئيس الشباب أخطأ فإن المخطئ سيعاقب، وأن هناك بنود واضحة في اللوائح ستتبعها اللجنة. وكشف الربيش أن اللجنة ستقوم بالاستعانة بعدد من الأعضاء كمتعاونين معها في مختلف مناطق المملكة. إضافة للبلطان تشير توقعات إلى إن لجنة الانضباط تستعد لإيقاع أكبر عقوبة على البلطان لو طبق عليه نص المادة 2/53 التي تقول "في المخالفات الجسيمة كالتجريح والإساءة والاتهام في وسائل الإعلام مثل الصحف والإذاعة والتلفاز والصحف الإلكترونية والموقع الرسمي للنادي والمنتديات ونحوها تكون الغرامة المالية مبلغا ماليا قدره (300 ألف ريال) إضافة إلى الإيقاف لمدة عام. وأكد المستشار القانوني خالد بو راشد أن السبب الرئيس في هذا الانفلات الذي يحدث في الرياضة السعودية يعود في المقام الأول والأخير إلى الضعف الشديد في (لجنة الانضباط)، وقال "كلنا شاهد التهكم والسخرية والإسقاطات على الحكام وعلى اللجان وعلى أعضاء اتحاد القدم ومسؤولي الأندية، ورغم كل هذا لم تتخذ اللجنة أي عقوبات مما جعلنا نصل إلى هذه المرحلة من الانفلات الرياضي الذي أساء للرياضة السعودية قبل الإساءة للأشخاص". وطالب أبو راشد في حديثه ل"الوطن" لجنة الانضباط بتطبيق لوائحها بشكل صارم على الجميع حتى تحافظ على الرياضة السعودية ومنسوبيها من الإسقاطات والتشكيك والتهكم والسخرية والدخول في الذمم، وقال "إن لم تتدخل لجنة الانضباط في القضاء على مثل هذه التصاريح فإننا سنشاهد ما هو أسوأ من ذلك مستقبلا. إلى ذلك، علمت "الوطن" أن شخصيات رياضية اعتبارية بدأت مساعي لتقريب وجهات النظر بين عيد والبلطان على خلفية تراشقهما الإعلامي. وكشفت المعلومات أن هذه الشخصيات تنتظر عودة البلطان من الإمارات، إذ إنه موجود فيها مع فريقه لخوض مواجهة الجزيرة الإماراتي اليوم في ختام دور المجموعات لدوري أبطال آسيا، للترتيب لاجتماع بينه وبين عيد، وتقريب وجهات نظرهما، وإذابة الخلاف الذي نشب بينهما عبر وسائل الإعلام. وعلى الرغم من هذه المحاولات، فإن أسئلة برزت عقب الخلاف ركزت حول ما إذا كان عيد سيحصر تتويج فريق درجة الشباب بنادي الشباب السبت المقبل على ملعب الأمير خالد بن سلطان بالنادي، وما إذا كانت التطورات الأخيرة ستحول دون هذا الحضور. وعلمت المصادر أن "عيد" لن يحضر تتويج الشباب، ولكن ليس بسبب الخلاف بينه وبين البلطان، ولكن لأن سياسة الاتحاد السعودي منذ الموسم الماضي تقوم على تدوير تتويج الفئات السنية بين أعضاء مجلس الاتحاد السعودي، وهو ما حدث الموسم الماضي، إذ لم يحضر عيد تتويج الأهلي الموسم الماضي بالدوري السعودي الممتاز للشباب، وحضره عضو مجلس إدارة اتحاد القدم خالد المرزوقي.