يتجه اتحاد القدم السعودي إلى تقديم شكوى لجهات مختصة في الدولة ضد رئيس نادي الشباب خالد البلطان، إضافة إلى شكوى أخرى مقدمة إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، مرفقتين بتسجيلين كاملين لتصريحات البلطان، وخطاب مفصل يحمل كل هذه التصريحات. وكان البلطان هاجم رئيس اتحاد القدم أحمد عيد شخصيا في تصريحات تلفزيونيةن عقب مباراة الشباب والاتفاق أول من أمس، في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين، قائلا "إذا شلنا الصفة الاعتبارية سيكون أحمد عيد هو الخسران"، وأضاف "أنا أقدح من رأسي ولا أترك الرجال يلعبون علي"، و"أنا ماني مثل أحمد عيد كل واحد يرميه في جدار". من جانبه، أكد الدكتور مدني رحيمي أنه على رئيس اتحاد القدم أحمد عيد أن يتجه إلى الاتحاد الدولي لتقديم شكوى رسمية إذا كان يشم رائحة عنصرية من هذا التصريح. وأضاف "الاتحاد الدولي لا يرضى بهذه الأمور نهائيا، ويحارب أي شيء يتصل بالعنصرية، وإذا كان عيد يرى في تصريح البلطان أي شيء يدل على العنصرية، فعليه أن يلجأ إلى اتحاد القدم الدولي لأن هناك عقوبات كبيرة ضد هذا الأمر، والاتحاد الدولي يحارب مثل هذه الأمور". على صعيد آخر، تتجه لجنة الانضباط إلى تغريم رئيس الشباب خالد البلطان 150 ألف ريال، حسب المادة (68) من لائحة العقوبات، التي تنص على "أي شخص يسيء إلى كرامة أي شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص بالألفاظ أو الإشارة أو الأفعال المهينة أو العنصرية والتي تحط من قدرهم والمتعلقة بالعنصر أو الإقليم أو اللون أو اللغة أو العقيدة أو المذهب أو الأصل، يعاقب بالإيقاف خمس مباريات، كما يجوز حرمانه من دخول الملعب وفرض غرامة مالية قدرها 50 ألف ريال، وإذا كان مرتكب المخالفة مسؤولاً فترفع الغرامة إلى 150 ألف ريال". وترك تصريح البلطان دويا تردد صداه في القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن كثيرين جنحوا إلى اعتباره تصريحا عنصريا، وتحدثوا عن أنه قصد فيه إيحاءات غير محببة. وأشعل التصريح "تويتر"، حيث ردود أفعال واسعة. واعتبر منتقدو الرئيس الشبابي تصريحه "عنصريا" تجاه عيد، في حين قابلهم عدد من الإعلاميين المنتمين لنادي الشباب وجماهيره بالدفاع عنه، مؤكدين بأنهم لم يلمسوا في تصريحه أي إسقاط ضد عيد، وفي وقت أطلق عدد من المغردين مساء أمس شائعات تؤكد صدور قرار من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بإعفاء البلطان من منصبه ومنعه من دخول الوسط الرياضي لخمس سنوات على خلفية تهجمه على رئيس الاتحاد. في المقابل سرت أنباء عن عزم الرئيس الشبابي تقديم استقالته فور نهاية الموسم لقناعته بعدم توفر مايشجع على البقاء في الوسط الرياضي دون أن يلمس أي خطوات تطويرية للمواسم القادمة. ونفى البلطان في مداخلة تلفزيونية لاحقة للتصريح أن يكون في حديثه أي عنصرية، مبينا أن أصحاب الميول فقط من يحاولون قول ذلك، وأن حديثه لا يمكن أن يفهم منه لا ظاهرا ولا باطنا أيا من هذا القبيل. وفي وقت أطلق المتابعون لتحليلاتهم أعنتها، وشددوا فيها على لوم البلطان وعدوا ما قاله يصب في إطار عنصري ويكرس التعصب ويعرضه لعقوبة محتملة، بدا القانونيون أكثر تحفظاً في تناولهم للتصريح، حيث قال المحامي القانوني وسام سندي إن "تصريح البلطان يحمل معاني كثيرة، وليس فيه اتهام صريح وواضح بالعنصرية، كما تداولت بعض الشخصيات في مواقع التواصل الاجتماعي". وحول كلمة "خسران" التي قالها البلطان، علق سندي "الكلمة قد تعني أن عيد سيخسر وضعه إعلاميا أو منصبه كرئيس لاتحاد الكرة". في المقابل، أوضح أستاذ القانون في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عمر الخولي أنه لا يرى في تصريح البلطان أي إيحاءات أو إيماءات عنصرية لها صلة بلون البشرة، كما أشار البعض، وقال ل"الوطن": "لا أرى أي إسقاطات عنصرية من البلطان على عيد، إنما مقارنة بينهما لا تعطي انطباعا مباشرة أو دلالة على اللون، فقد يكون البلطان يشير إلى الفارق المالي أو المناصب في مجال الأعمال، وهو ينطبق على الازدراء. وشدد على أنه في حال رفع شكوى بهذا الشأن إلى القضاء فإن الأمر يتطلب تحقيقا ما إذا كان ردا على الازدراء، وكذلك بيان من اشتكى أولا. وتزامنا مع تصريحات البلطان وما أثارته من لغط، جاء حديث مترجم نادي الاتفاق مصطفى زين ليصب الزيت على النار وهو يؤكد في حديث لم يكن يعلم أنه منقول على الهواء مباشرة عبر القناة الرياضية السعودية أنه يصعب على فريقه أن يفوز في الرياض في مباراة إياب نصف النهائي، معلقاً ب"صعب.. صعب.. صعب.. البلطان شاري الدنيا هناك". وأكد الخولي أن حديث زين يدل على اتهام البلطان بالفساد طالما أنه موجه للغير بصورة علانية ليس عبر الهاتف بمكالمة أو رسالة نصية في قاعة المؤتمر الصحفي، وهو يستوجب العقوبة حسبما تقرره المحكمة وفقا لنتائج التحقيق، ويمكن أن تكون العقوبة تعزيرا. وقال الخولي "من حق الرجل أن يفكر بصوت عال دون أن يتهم أحدا، أما إذا كان موجها الحديث لأحد آنذاك فهنا يقع في قضية قانونية مع البلطان". يذكر أن مترجم نادي الاتفاق وقع في موقف حرج بعد أن تحدث بكلمات خطيرة أثناء فتح خطوط النقل التلفزيوني للمؤتمر الصحفي وهو لا يعلم خلال انتظاره بدء المؤتمر مع المدير الفني للفريق الكروي الأول بالنادي، أندوني، الذي كان يتحدث لأحد الصحافيين متذمراً من أخطاء تحكيمية في مباراة فريقه الدورية أمام النصر ومطالبته بركلتي جزاء، ثم عرج على مباراة فريقه أمام الشباب، وهنا سأله أحد الإعلاميين إذا كان يمكن الفوز على الشباب في الرياض بهدف واحد يؤهل للنهائي، فرد المترجم زين في حديث تحت الهواء سمعه كل متابعي المؤتمر الصحفي وهو يمضغ علكة ويسند ظهره إلى كرسي: "صعب.. صعب.. صعب جداً نفوز في الرياض، البلطان شاري الدنيا هناك". يذكر أن زين لبناني مقيم في المملكة، وقد عاصر الكرة السعودية منذ الثمانينات، وعمل في عدد من الأندية والمنتخبات السعودية، ويعرف تفاصيل كثيرة عن الكرة الخضراء.