فككت شرطة منطقة الرياض أكبر عصابة سرقات شهدتها العاصمة خلال عامين، حيث ارتكبت أكثر من 270 جريمة سرقة تجاوزت قيمتها ال5 ملايين ريال، ويتكون هذا التشكيل العصابي من 13 شخصاً بينهم 11 يمنياً وسعوديان. وكان عدد من مراكز الشرطة قد تلقت بلاغات من مواطنين ووافدين تتضمن تعرض مؤسسات وشركات ومتاجر للسرقة، حيث تم الاستيلاء على الخزن الحديدية في تلك المنشآت بما تحويه من أموال ومستندات بالغة الأهمية. وأسفرت عمليات التحري التي قامت بها إدارة التحريات والبحث الجنائي عن الاشتباه بوافدين من الجنسية اليمنية بأنهم وراء ارتكاب تلك الجرائم، فتم رصد تحركاتهم حتى تم حصر مواقع اجتماعاتهم والتعرف على كافة أعضاء العصابة والبالغ مجموعهم ثلاثة عشر شخصاً أعمارهم مابين العقد الثاني والثالث، بينهم 11 يمنياً ومواطنان اثنان، وبعد التأكد من كل الأدلة والقرائن التي تثبت تورطهم في ارتكاب عدد من الحوادث تم القبض عليهم، واعترف الجناة بارتكاب ما يزيد عن 270 سرقة في أنحاء متفرقة من مدينة الرياض، معظم هذه السرقات بلاغاتها مقيدة لدى مركز شرطة العزيزية جنوب العاصمة، نظراً لانتشار المنشآت التجارية والصناعية في تلك المنطقة، وبعد عمل حصر مبدئي لإجمالي المسروقات اتضح أن المبالغ النقدية المسجلة لدى مراكز الشرطة تجاوزت الخمسة ملايين ريال، والتي توافقت مع اعترافات الجناة إلى حد كبير. وتبين أنهم لا يقدمون على ارتكاب أي جريمة إلا بعد دراسة المنشأة وزيارتها بحجة البحث عن فرص عمل لمعرفة مداخلها ومخارجها، وقد استطاعوا الدلالة على مواقع ارتكابهم لتلك الحوادث بكل يسر وسهولة، ولا تزال التحقيقات مستمرة مع المتورطين في القضية لمعرفة ما إذا كانت لهم أي صلة في قضايا أخرى مقيدة ضد مجهول، وكذلك للكشف عن أي أنشطة إجرامية أخرى، وستتم إحالتهم إلى القضاء بعد استكمال الإجراءات النظامية وتقديم لائحة الادعاء ضدهم من قبل الجهة المختصة. بدورها، التقت "الرياض" بعدد من مندوبي المؤسسات والشركات التي تعرضت للسرقة والذين أكدوا فخرهم واعتزازهم بالجهود التي يبذلها رجال الأمن في شرطة المنطقة، إنفاذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله نائب أمير الرياض على توفير الأمن للمواطن والمقيم في العاصمة وجميع مناطق ومحافظات المملكة، موجهين شكرهم للمسؤولين في إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة المنطقة لقيامهم بالقبض على اللصوص في وقت قياسي وتقديمهم للعدالة. وأشاروا إلى أن اللصوص فاجأوهم بالأسلوب الإجرامي (الشرس) على حد تعبير أحدهم عند سطوهم على مقر الشركة في غيابهم وسرقة الكثير من المستندات الهامة للمؤسسات والتي تضم عقودا مع مؤسسات حكومية تقدر بملايين الريالات، إضافة للمبالغ المالية التي عثروا عليها بقسم المحاسبة دون أن يتركوا لهم أثراً، فيما حامت الشكوك حول عدد من العاملين بالشركة لمعرفتهم بأسرار تلك المقتنيات الثمينة لكن أجهزة الأمن بشرطة الرياض كشفت حقيقة الجناة وبراءة العاملين. وقال أحد الضحايا: لا نملك في هذه اللحظة إلا الشكر لله سبحانه وتعالى ولأمير الرياض ونائبه ومدير شرطة المنطقة على تلك الجهود في القبض على الجناة في وقت قصير جداً، لافتاً إلى أنهم بعد إبلاغ الشرطة بالسرقة تفاجأوا بأن هناك عددا كبيرا من الشركات والمؤسسات العاملة في السوق تعرضت لنفس الأسلوب الإجرامي وكنا ضمن طوابير كبيرة من المبلغين وبفضل من الله تم ضبط اللصوص.