في يوم غد الجمعة بداية أول موسم بذرة الست ، ويقصد بها ستة أيام صالحة لزراعة جميع الخضروات والحبوب ، وغالبا ماتكون ذات جودة عالية ، وهي الأيام الوحيدة في السنة التي تختص بهذه السمة وموطنها ثلاثة أيام من آخر الشبط وثلاثة أيام من أول العقارب ، والسبب في ذلك هو أن التقلبات المناخية خلال هذه الأيام تكون شديدة على مدار الساعة فيمر علينا أربعة فصول في يوم واحد الأمر الذي يحفز الأرض لتقبل كل بذرة شتوية كانت أم صيفيه ، فالبذرة المرفرضة في أول النهار تكون مقبولة في آخره ، فمناعة باطن الأرض قليلة لعنف وجه السماء ، وينسحب هذا على البشر مما يفسر لنا تفشي الأمراض على شريحة واسعة بينهم وخاصة قليلي المناعة كالأطفال والعجائز ، ويفسر لنا كذلك كثرة الغبار والأتربة البغيضة التي تتغشانا بين آن وآخر ، ومما ينبغي التحذير منه أننا على أعتاب موسم ذي مزاج متكفهر وأحيانا يغازلنا بلطف جوه ونعومة ملمسه ومع هذا يجب علينا عدم التماهي معه فلا نخلع أرديتنا ولا نقترب من مجاري الشعاب ومواطن الأودية ، فكوارثنا الكونية لا تلغ إلينا إلا من هاتيك الناحية ،، فلو تعاملنا معها كما يمليه علينا الترس الكوني فما نفذت إلينا ولو من سم الخياط .. (د)