تتعامل الإدارة الهلالية مع قضياها الفنية والإدارية بشيء من الاحترافية العالية والمتأنية.. الأمر الذي انعكس على جودة التعامل المتميز مع مشكلات وقضايا اللاعبين المحليين منهم والأجانب وحسمها بكثير من الحكمة والنجاح الباهر في صنع القرار الذي يأتي دائما بعد إخضاعه للدراسات والحلول والمعالجات. ولعل موافقة الإدارة الهلالية على انتقال النجم ياسر القحطاني للعين الإماراتي من أهم القرارات الشجاعة التي تحسب حتما لإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد والرامية إلى منحه لفرصة الاحتراف الخارجي بعد موافقته الرسمية وتحقيق الاستفادة المادية والفنية له وللنادي ومنحه الفرصة الكبرى للخروج من الضغوط النفسية التي أثرت على مستوياته الأدائية في السنوات الأخيرة مع ناديه ومنتخب بلاده وهذا دليل مهم على قدرة الإدارة الهلالية على تعاملاتها التربوية والنفسية مع نجومها الكبار وإخراجهم من دوائر الضغوط العابرة التي يتعرضون لها والقحطاني مثالا حاضرا لهذا الصنيع الهلالي الذي ينفرد به عن غيره من أنديتنا والدليل ما يتعرض له سعد الحارثي من مماطلات وتهميش من لدن الإدارة النصراوية بعد انحدار صريح في مستوياته الفنية.. وتنسحب الحكاية على النجم النصراوي المخضرم أحمد الدوخي الذي يعاني هو الآخر من ضياع لمستقبله الرياضي .. وهناك معضلة النجم الأهلاوي مالك معاذ الذي لم يزل يعيش في حالات من الضياع حول هويته مع مستقبله الرياضي.. زد على ذلك مع ما يعانيه الفريق الاتحادي من احتضانه لكوكبة من اللاعبين العجزة الذين فقدوا فرصتهم الاحترافية خارج ناديهم منذ سنوات حتى أصبحوا عالة على مستقبل الفريق وحجر عثرة على الوصول للبطولات المحلية. ليبقى الهلاليين دون غيرهم من أنديتنا هم من يقود العمل الاحترافي مع لاعبيهم ومنحهم كل الفرص الواسعة لإخراجهم من معضلات الهبوط في مستوياتهم الفنية وفقدانهم للحضور الذهني والبدني بفعل الضغوط النفسية العابرة التي يتعرض لها معظم نجوم الأندية في العالم بدفعهم للانتقالات الداخلية أو الخارجية وفي الذاكرة خميس العويران والخثران وسامي الجابر وأخيرا القحطاني ياسر الذي سيستثمر فرصة إعارته للعين الاماراتي لمدة عام يعود بعدها لاستكمال السنتين المتبقية من عقده مع ناديه الهلال وقد استعاد شيء من بريقه وتألقه وتجلياته