أوضح فضيلة الشيخ حمد بن عبد الله بن خنين المستشار الشرعي عضو الجمعية الفقهية السعودية أنه كثر في الآونة الأخيرة حالات الانتحار بشتى الوسائل من خنق أو إحراق أو إطلاق نار أو السقوط من أعلى مكان, وبرر أن ذلك جراء الضغوط النفسية والأزمات المالية والأمراض النفسية وآثار المخدرات والمسكرات . وحول تجهيز المنتحر ذكر فضيلته: أن الفقهاء أشاروا إلى أن المنتحر يغسل ويصلى عليه كغيره من موتى المسلمين ولكن يتخلى عنه ذوو الشأن في بلده زجراً لأمثاله بهذا العمل. وأضاف ابن خنين: أن الشرع نهى أن يقال للميت عموماً (المرحوم) أو (المغفور له) بل يقال: (غفر الله له) أو (رحمه الله) والأصل أن يدفن في بلده إلا أن يخشي ضرر ,فإن خشي ضرر فيمكن نقله لبلد آخر. وأضاف أنه لا داعي أن لا يصلى على الغائب إلا من لم يصل عليه. وله حق الدعاء وطلب المغفرة. فكلاهما عبادة. وحول التعزية ذكر فضيلته: أنها منوطة بالتأثير والحزن فمن لم يتأثر بموت قريبه فليس هناك حاجة لتعزيته , وليس من الضرورة حد التعزية ثلاثة أيام, فيمكن التعزية ولو بعد زمن طويل , قال ذلك سماحة الشيخ ابن باز والذي ذكر أنه لا بأس أن يمكث في بيته لانتظار المعزين بعكس الشيخ ابن عثيمين حيث توفي عدد من أقاربه ولم يمكث للتعزية,حيث كان الناس يعزونه في أي موقع يجدونه فيه , واختتم الشيخ ابن خنين : أن ما يفعله الناس من تكدس للتعزية بعد الدفن يزيد من الإعياء للمصاب، وتخصيصه بعد الدفن خلاف المشروع، فالتعزية يتطلب أن تكون مقوية معززة . فمجرد جعلها أداء أو عادة فليس بمسوغ. وعن تسمية الوفاة : لا بأس بتلك التسمية لأن المرء استوفى أيامه التي قدرها الله له, قال تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). وختم فضيلته : بأن ما ذكره ليس داخل في باب الفتوى _ كما قد يفسره البعض _ وإنما ذلك نقلا من كتب الفقه كبح في هذا الباب بحكم تخصصه وثقافته الشرعية والتي أحب أن يشاركه المتلقي ويساهم في رفع الوعي الفقهي لديه , وسأل الله أن ينفع بذلك, كما سأله أن يمتع الأحياء متاعاً حسناً ,ويغفر للأموات ويسكنهم فسيح الجنات ,إنه سميع مجيب ,وبالإجابة جدير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.