: نبارك لمن فاز بعضوية المجلس البلدي، بعد جولة انتخابية كانت حامية وسباق تنافسي لم يتبين الفائزين فيه في بعض المقار إلا بعد الوقت المقرر لظهور النتائج، مما زاد في الإثارة وكثرة التكهنات والتوقعات، وساهم في ظهور قوائم متتالية كل يدعي أنها النهائية. سباق حشد فيه المتسابقون كل الوسائل الممكنة، والقنوات المساعدة، والأدوات المشروعة، واستخدموا فيه زخما إعلاميا وإعلانيا واجتماعيا كبيرا، سعيا لترجيح الكفة على المرشحين الآخرين. وبعد أن حطت المنافسة رحالها، وعرف كل اناس مرشحهم الفائز بعضوية المجلس، وما ناله من أصوات ودعم ومناصرة، جعله يتقدم على منافسيه، ويجبرهم على التنحي عن طريقه، ويضمن له مكانا في المجلس البلدي. بعد كل هذا لم يفز المرشحون بعد؟! عضوية المجلس البلدي وما يترتب عليها من مسؤولية، والتزام، وواجب، تجاه المدينة وتطويرها، والمواطنين وتلبية تطلعاتهم وآمالهم، وتحقيقا لثقتهم، واحتراما لأصواتهم وتجشمهم عناء التصويت، هي أمانة يسأل عنها العضو المنتخب أمام ألله أولا، ثم أمام المواطنين. فالمواطن لن يعتبر صوته قد ذهب لمن لا يستحقه حين يرى وعود الناخب وتعهداته وبنود برنامجه الانتخابي قد تم الشروع بتنفيذها، أو على الأقل المحاولة في إيصالها للمسؤولين ومتابعة تنفيذها. لا شك أن المسؤولية كبيرة، والحمل ثقيل أمام المنتخبين، ولن تعصمهم الأربع سنوات مدة بقائهم في المجلس والتي كفلها النظام، من تكّون حالة من الاستياء والحنق لدى الناخبين، في حال تقصيرهم، أو تجالهم لما وعدوا وبشروا به. يعلم المواطن أن التغيير لا يأتي بسرعة، هكذا اعتاد وهكذا تكيف مع الواقع، وربما اقتنع به، ولكنه حين يدفع بصوته ممثلا بالعضو المنتخب، فيكون قريبا من أصحاب القرار مؤثرا وفاعلا، حسب الصلاحيات الممنوحة، فإن سقف الثقة لديه يرتفع، ومساحة التطلعات تتسع، ويشرع في بناء جبال من الآمال والأحلام في غدٍ أفضل، وتغييرات قريبة، وتعديلات نوعية، وتطوير مستمر ذو جودة وقيمة وقبول لدى المواطن. أيها العضو المنتخب لم يكتمل فوزك، ولم تصل بعد لنهاية السباق، بل ستبقى في سباق جديد مع وعودك والإيفاء بها، وتعهداتك وتحقيقها، تطاردك أعين وأسماع وأحلام الناخبين، الذين وثقوا بك دون الآخرين ومنحوك أصواتهم، فلا تخيب تطلعاتهم، ولا تقتل آمالهم. عيد جريس تويتر/ @eidjrais