احمد الطفيل أهلاً بيوم العيد وشعائره ، وسهلاً بأهلي وأقربائي وأنسابي وجماعتي ، وشكرا لله الذي خلقنا من ماء وجعل بيننا نسباً وصهراً، ويامرحباً بأصحابي وجيراني وما أجمل قول ربنا جلَّ وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى ) جميل احتفالية العيد !! فنعم الأهل أنتم ، ونعم التواصل منكم ، فأنتم هو العيد نفسه ، فلقاؤكم عيد ، ووصلكم تجديد لصلة الرحم !! وما يأتي عيد إلا ويجعلني أفخر بأنني أنتمي إلى دين رفيع ، أَسَّس التواصل وأكد عليه ، فشكرا لله ثم للعيد حينما منحكم ابتسامة ظهرت على وجوهكم وتوشحت بالبشاشة والود وطلاقة المحيَّا خرجت من القلب للقلب لتملأ من حولها بهجة وحبورا هكذا هو العيد !! فنعم العيد عيد حينما تماسكتم وترابطتم وتواصلتم ، وأَجْمِلْ بمبادئ ديننا الإسلامي وقِيَمه وهو يأمرنا بإجابة الدعوة وردُّ السلام ولم يجعلنا متدابرين متقاطعين ، بل حذرنا بقوله ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) فالقطيعة صنف من أصناف الفساد لأنها تُوِّلد العزلة والوحدة والانطواء ، والتفكير والهم والغم ، لكننا في عيدنا شكلناالجسد الواحد ، والبنيان المرصوص . وأجزم أن كلّ من حضر للمعايدة حمل معه شعار مسؤولية التواصل ، فضحَّى بوقته وبالمسافة التي قطعها، فبان رقة قلب وحبه لأهله ومن حوله وهو يحيي شعيرة العيد بأجابة الدعوة ولم يقطع رحماً ، بل زداد من أسهم الصلة بريقاً وتألقاً وهو يحسن إلى من يقابله بابتسامه ، ويكسب محيطه تماسكاً وتآلفاً تراحماً وعاطفاً، واطمئناناً ، وتروابطاً ، ويذيب ضغوطاً نفسية أسرية ، ويحطم شحناء النفوس ، ويستميل صدوداً بالمصافحة ، ويمزج قلوباً بالمعانقة . أيها العيد أمنحهم درساً بأن صلة الأقارب في المناسبات ماهي إلا فرحة وتساند وتعاضد ، وأنها سبب في رضا الله عنّهم وأن الرحم علقها الله سبحانه في عرشه تناديهم قائلة : ( من وصلني وصلته ومن قطعني قطعته ) !! وأخبرهم أن حضورهم بابٌ من أبواب الرزق يتسببون به لأنفسهم !! وأنه أساسٌ في طول أعمارهم !! وأسمعهم ما قاله نبي الهدى والرحمة محمد صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَليصلْ رحمه ) أيها الجيل الشاب !! ضعوا أمام أعينكم أنكم خرجتم من شجرة طيبة أصلها ثابت وأنتم فرعها ؛ فاسقوها بصلة الرحم ، واكتبوا على ورقها البر والإحسان لأهلكم ، وقلموا أوراقكم وشذبوها دوما دوما !! وأحفروا على ساقها البذل والعطاء لأقربائكم ، وتمسّكوا بمبادئكم واجعلوها لا شرقية وغربية ؛ ليكون ثماركم كما عرف عنكم ذا بصمةٍ إسلامية فوَّاح بالعطر المحمدي من خُلُقِكم النقيّ الزكي ؛ كي تنعموا بكعب عالٍ بين البشر ، وبادروا وقدموا للمحتاج من أهليكم وأفلحوا مع من أفلح وردد ( ومن يوقى شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) ، وكلما صليتم الفجر تذكروا أن ملكين ينزلان كل صباح فيقول أحدهما ( اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللم أعط ممسكا تلفا ) حتى يحصل التجدد والاتكاء على جبل الأسرة القوي حينها ستقول يا رب لك الحمد أن جمعتني بأهلي وأقربائي في يوم عيدي .