قبلة على أرض الكنانة ؛ لخصت كل الرواية والحكاية ، وسطرت أروع المواقف ، وأزالت كل الفواصل ، وملأت كل النقط ، فعكست الحب والوفاء والإخاء والنقاء والألفة والمحبة ... وترجمت ما يجول في كل خاطر ، صنعتها فطنة زعيم على جبين حكيم ، لتحكي المعنى الجميل للقيم والشيم والتواضع والتآخي والتلاقي والتصافي . قبلة في أرض مصر من أهل الوفاء لأهل الكرم !! رسمت تلك العلاقة بين قائد وقائد ، وشعب مع شعب ودولة مع دولة فازدادت شموخاً وثباتاً ورسوخاً ، وأعطت درساً للعالم ليتأمل كيف يكون البنيان المرصوص . هذه القبلة أعطت درساً وأكدت غرساً للعلاقات السياسية ، وجسدت مشاعر أم الدنيا كباراً وصغاراً وشيوخاً وشبابا ورجالاً ونساءً ، حينما ساد الأمان والاستقرار !! ليسدل الستار على زغرودة الأهرام ، صادحة بالشكر لله ، متوجهة للعزيز القوي الأمين الفرد الصمد ؛ من حاسد إذا حاسد ، كي تقفل بوابة التطاحن التراشق والتقاذف وتطوى مشاهد الخطر وتلطم منابع الشر .. ؛ لترتوي القلوب وداً، ويُنقش تآلفهم على سجادة القطن سعداً . هذه القبلة جاءت بعدما ارتصَّ الصفّ ، وتوحدت الكلمة ، فتماسك اليد باليد ، وقذفت بالأعوج والأهوج من قمة السد العالي ، فلم يبق للوحل مكاناً !! حينها زال من النفوس الكدر ، بعدما بُتِرت أوتار الفتن التي دندنت بأبواق البلبلة ، وساعدت في توسيع الفوّة والقسمة والفرقة ... كي تهنأ المدينة التي لا تنام ، وتعيش بأمان ، وتنعم بحلم المستقبل ، ويعم المساواة بين جميع الأطراف حتى مع المعارضات ، فتصدح مآذن الأزهر ، وتضج خان الخليلي بالحركة ، ويسكن الهدوء في القرية الفرعونية ، وتشعل فوانيس رمضان ، ليفطروا على موائد الرحيم الرحمن ، وتبقى كما عرفناها : مصر العربية الإسلامية القوية ، العظيمة الأبية ، لتبقى فعلاً : مصر المحروسة بعين الله تعالى .