مرضى نفسيون في الشوارع قبل يومين كنت أقود سيارتي، وفجأة اعترضني أحدهم طالبا مني وبإشارة من يده أن أتوقف، تفاجأت من تصرفه ولاسيما ونحن في وسط الشارع ، كنت أحاول تجنبه ولكنه واصل محاولة إيقافي وسط زحمة السيارات، بعد مسافة وبعد أن خفّت زحمة السيارات توقفت جانبا، فنزل من سيارته بسرعة وقد بدا عليه التوتر آخذا بالتهديد والسب واللعن، لاحظت أن الرجل ليس طبيعيا وكان هذا واضحا من خلال طريقة كلامه وحركات جسده، طلبت منه الهدوء وإخباري عما يريد، واصل تهديده وبأن لا أكرر ما فعلته، تركته حتى أنهى ما في جعبته من سباب وتهديد، ثم انصرف. لا أجد وصفا لهذا الإنسان وتصرفه إلا أنه ليس طبيعيا، وليس لديه القدرة في التحكم بنفسه، وربما تعرض مستقبلا وهذه حاله إلى موقف قد يعرض حياته وحياة غيره للخطر. صورة ربما نشاهدها بشكل يومي، ونغفل عنها ونتجاوزها، متلفينها وبسرعة من ذاكرتنا، دون تساؤل أو إشارة أو استنكار. هذه الصور التي أتحدث عنها وبتنا نشاهدها في شوارعنا وأسواقنا وربما تعرضنا معها لبعض المواقف ولكننا نتجاوزها محوقلين ضاحكين ثم بعد ذلك نحكيها لأصحابنا من باب التندر والطرفة، ألا وهم المرضى النفسيين شفاهم الله هؤلاء المنسيين التائهين الهائمين على وجوههم في الشوارع والأسواق يحتاجون إلى وقفة والى اهتمام ومساعدة من الجهات ذات الاختصاص، فواقعهم مؤلم وحالتهم الصحية متدهورة، وكثير منهم مع معاناته النفسية يعاني أمراضا جسديه بسبب عدم اهتمامه بالنظافة. ترك هؤلاء دون علاج أو مساعدة يمثل خطرا عليهم، فالسير وسط المركبات دون أي إحساس بالخطر يهدد حياتهم، والنوم في أماكن غير نظيفة يجلب لهم الأمراض. يجب عدم الاستهانة أو التأخر في معالجتهم ومساعدتهم ، وينبغي عدم التقليل من خطرهم، لأنه لا ينفع عند اقتراف أحدهم لجريمة أن نلومه بعد ذلك لأنه غير مدرك لما يفعل ، فعلى الجهات الرسمية انتشالهم ومساعدتهم وعلاجهم لأن إهمالهم يمثل خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع. عيد جريس [email protected]