تمر على الإنسان كثير من الضغوطات في حياته اليومية سواء في محيطه العائلي أو الاجتماعي أو العملي أو المدرسي، وتؤثر اتجاهاته الفكرية والسلوكية تجاه نفسه وتجاه الآخرين وطريقة تفكيره وتعاطيه مع المواقف في التعامل مع هذه الضغوط . هناك ضغوط إيجابية وسلبية، فالضغوط الايجابية هي التي تستفز قدراتك وتستنهض الهمة لديك وتحفزك للانجاز والنجاح، كأن تتأخر في إنجاز بعض الأعمال الوظيفية المطلوب إنجازها في مدة معينة مما يسبب تأخرها ضغطا عليك فتستجمع نفسك وهمتك وتوظف قدراتك ووقتك وتبتدع أساليب تساعدك على الانجاز وإنهاء المهمة. أما الضغوط السلبية وهي الجانب الذي قد يسبب متاعب للإنسان تصل إلى حد المرض النفسي والجسدي عندما يتم تجاهل المشكلة والتأخر في علاجها. فالإنسان مجموعة من المشاعر والانفعالات والاستجابات الذهنية والنفسية والجسدية، فعندما نشعر بتهديد ما تتكون بعض المظاهر والتغيرات النفسية والجسدية وهي استجابات طبيعية في حدودها الدنيا يصاحبها تغيرات انفعالية كتسارع خفقان القلب والتعرق وانقباض العضلات كما يفرز الجسم هرمون الكورتيزول الذي يزيد من تدفق الطاقة في عضلاتنا مما يجعلنا متأهبين كي نتصرف أمام أي موقف إما بمواجهته أو الهروب منه. إن زيادة إفراز هرمون الكورتيزول يؤدي على نتائج مضره على المخ وهو مركز التعلم والذاكرة فتوالي الضغوط وعدم تعاملنا السليم معها يؤثر مع مرور الوقت على قدرتنا على التعلم. فالخوف من مواجهة مشاكلنا يجعلها تتضخم وتتفاقم وبالتالي يصعب حلها فترك المرض دون علاج يجعله ينتشر ويتفشى في الجسم مما يتعذر علاجه. أولى خطوات معالجة أي المشكلة هو مواجهتها والاعتراف بها، فتحديد العلة يختصر كثيرا في سبل علاجها وحلها. بعد الاعتراف بالمشكلة يأتي دور البحث عن مسببات هذه المشكلة، فلا يستطيع الطبيب مثلا معالجة أي مريض إلا بعد تشخيص مرضه وتحديد مسببات هذا المرض ثم على ضوء ذلك يتم منح العلاج المناسب. بعد تحديد المسببات يأتي طرح الحل المناسب لمعالجتها وربما يكون هناك أكثر من حل وأكثر من طريقة للتعامل مع المشاكل فينبغي الاختيار من بين الحلول ما يضمن وأد هذه المشكلة وعلاجها ثم يأتي بعد ذلك التحقق من نجاعة هذا الحل ومناسبته للقضاء على هذه المشكلة، فإن لم يتحقق العلاج والقضاء على المشكلة يتم الرجوع إلى الحلول الأخرى واختيار المناسب منها. ولعلنا نختصر خطوات علاج أي مشكلة في النقاط التالية لتبدو أكثر وضوحا: 1- الاعتراف بالمشكلة. 2- تحديد مسببات المشكلة. 3- طرح الحلول اللازمة. 4- اختيار الحل المناسب. 5- التحقق من نجاح هذا الحل في علاج المشكلة. 6- الاختيار من بين الحلول اللازمة في حال تعذر نجاح أي حل آخر. عيد جريس @eidjrais