أنشأت جامعة الأمير سلمان في محافظة الخرج لتعانق مجتمعها وتهتم به وترعاه وتسخّر وقتها وجهدها من أجله ليزهر حاضره ويشرق مستقبله ومستقبل أبنائه، حيث أن الجامعة هي واجهة المدينة وأبرز معالمها وعلى عاتقها مسؤوليات كبرى علمية ومجتمعية وهي منارة العلم ومنها يشع النور والخير ليعم ويضيء الأرجاء. إن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذه الجامعة لتقوم بأدوار عدة في خدمة المجتمع في مختلف المجالات كبير. وللقيام بهذه المسؤوليات يجب أن تساهم في إشراك المجتمع والنزول إليه من خلال تسخير الخبرات والبنية التحتية التي تمتلكها وخلق البرامج المتنوعة القوية، لأن ذلك سيعود بالنفع على الجميع فمن خلال هذا التواصل والالتحام بالمجتمع يتم تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى عضو هيئة التدريس وكذلك أفراد المجتمع الذين سيكبرون في ظل شعور باحتضان جامعة مدينتهم لهم وقربها منهم ومن احتياجاتهم منذ الصغر وفي ذلك أيضاً زيادة وعي للطلبة بدورهم تجاه وطنهم ودور جامعتهم في التنمية المحلية. نحن بحاجة لعناق أحر بين الجامعة والمجتمع الخرجاوي، يبدأ بفتح جامعتنا لأبوابها الموصدة خارج أوقات الدوام الرسمي ونفض الغبار الذي يتراكم على أعتابها عصراً وأثناء فترة الإجازات الرسمية؟ نحن بحاجة إلى أن نرى هذه الجامعة الفتية خلية نحل وورش عمل وغرفة عمليات للتنمية المحلية، ووجهة لكل مفكر ومبدع وصاحب رأي أو مشروع يخدم الوطن والمجتمع. نحن بحاجة لأن ننشئ جيلاً واعياً نشيطاً يشعر بمسؤوليته تجاه بلده ومن حوله، وهذا الجيل لن يتساقط علينا من السماء! بل علينا أن نؤهله ونحتضنه ونشركه في أعمال ميدانية يصقل بها مهاراته ويخدم مجتمعه من خلالها منذ الصغر. لقد سئمنا تلقين العلوم وملّ طلابنا من حفظ المناهج التي يحملونها، يبقى الطالب على مقاعد الدراسة (16) عاماً دون أن يقوم بعمل ميداني ممنهج يخدم فيه مجتمعه ويكتشف فيه مواهبه! ثم نطالبهم بأن يبدعوا وأن يبتكروا وأن يكونوا قادة ومؤثرين! سنشعر بالفخر لو تم اعتماد ساعات خدمة مجتمعية “عملية ميدانية" كمتطلب أساسي تفرضه الجامعة على طلابها أسوة بمواد الثقافة الإسلامية واللغة العربية، لأننا سنرى لو وفرنا البيئة والفرصة إبداعات شباب لم نكن نتوقعها. لقد حان الوقت أن توفر الجامعة للشركات ورجال الأعمال الفرصة والظروف المشجعة لإنشاء كراسي لخدمة المجتمع، ليكون لهذه الكراسي دور مباشر يتعدى خدمة مجتمع الجامعة إلى مجتمع المحافظة بأكمله مستفيداً من مرافق الجامعة وخدماتها. ومن خلال هذه الكراسي يمكن أن نحقق العديد من الأهداف، منها: صقل مهارات الطلبة وتعزيز الجوانب الإيجابية لديهم، رفع حس المسؤولية المجتمعية، تغيير سلوكيات سلبية في المجتمع، دعم وتشجيع المبادرات التطوعية الناجحة، احتواء مجموعات العمل التطوعية الشبابية وتوجيهها، تأسيس مؤسسات مجتمع مدني صلبة متخصصة، خلق فرص عمل جمة وغير ذلك الكثير. إننا وبكل شغف نريد أن نرى طلاب هذه الجامعة في مشهد يومي يتناثرون في كل وأحياء المحافظة فهذا يقيم معرضاً وذاك يساعد كبار السن والآخر ينظم حملة التبرع بالدم، وسنصفق طويلاً حينما نرى جامعتنا في الخرج تعانق المجتمع بحرارة وتحتفي به في رحابها في تناغمٍ جميل يحقق طموحها وأمال وتطلعات أبناء مجتمعها. فهل سنرى من جامعتنا تحركا أكبر وأكثر سرعة في هذا الاتجاه؟ هذا ما نأمله ونتمناه، خاصة وأن معالي الأخ الدكتور/ عبدالرحمن العاصمي مدير هذه الجامعة وكافة زملائه في الجامعة كانوا ولا يزالون من دعاة ربط الجامعة بالمجتمع، والمجتمع بلا جامعة تماما كالجامعة بلا مجتمع..!! د.هلال محمد العسكر