«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك عبدالله يهيئ «جيل الألفية» نحو اقتصاد المعرفة
يرعى المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي

يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي خلال المدة من 15-18 ربيع الأول الحالي، بإشراف وزارة التعليم العالي، وإدارة وإعداد وتنظيم وتقديم طلاب الجامعات في المملكة. ويهدف المؤتمر إلى إثراء الجوانب العلمية والثقافية والمهارية لدى الطلاب والطالبات، إلى جانب تعزيز رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بإعداد جيل قادر على السير نحو اقتصاد المعرفة بخطوات واثقة، ومتقدمة، ومتسارعة، لمواكبة المتغيرات المجتمعية والعالمية، كما سيتم تنفيذ هذا المؤتمر سنوياً، للتحفيز العلمي في الجامعات. وشارك 5076 طالباً وطالبة في تقديم أبحاثهم ومبتكراتهم العلمية وإنتاجهم الفني الخاص «فنون، أفلام وثائقية،...»، وذلك قبل تحكيمها، من خلال ثلاثة محاور رئيسة، هي: العلوم الإنسانية والاجتماعية، والعلوم الأساسية والهندسية، والعلوم الصحية، كما ستتاح الفرصة لتنظيم معرض مصاحب يتم من خلاله عرض أحدث المنتجات والحلول والتطبيقات والتجارب الرائدة في مجالات المؤتمر، حيث تم دعوة الجامعات السعودية والعالمية وحاضنات التقنية، ومراكز البحوث المتميزة، والدوريات العلمية لعرض منتجاتها وفرص التدريب فيها وتبني الأفكار الرائدة للمشاركين، كذلك سوف يسبق انعقاد المؤتمر عدد من ورش العمل المتوازية، بحيث تقدم هذه الورش تدريبا متخصصا في مجالات المؤتمر، بإشراف مدربين عالميين من داخل المملكة وخارجها.
وتتناول «ندوة الرياض» الحديث عن هذا المؤتمر، وأهميته، ومجالاته، إلى جانب الحديث عن مواكبة وتفاعل طلاب وطالبات الجامعات في المملكة مع الطفرة الهائلة التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي خلال هذه المرحلة.
طفرة التعليم العالي
في البدء تحدث "د. العوهلي" عن مدى مواكبة الطالب الجامعي أو الطالبة الجامعية للطفرة التعليمية، التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي حالياً، وإفادتهم منها في تطوير مهاراتهم العلمية، والبحثية، والإبداعية، وقال: إن التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يمر بطفرة غير مسبوقة على المستويين النوعي والكمي، مشيراً إلى أن جميع الجامعات تجد في هذه المرحلة فرصة للتغيير والتطوير والتوسع، وهو ما يفوق حتى ما نستطيع - نحن المسؤولين وكأعضاء هيئة تدريس والطلاب - أن نلحق بأطرافه؛ وصولاً إلى الهدف المنشود نحو تحول مجتمعنا إلى مجتمع معرفي، كما هي رؤية الملك عبدالله، ولذا كان علينا أن نضاعف الجهود، ونختصر الوقت، ونحرص على النوعية في المدخلات والمخرجات.
واضاف إننا في وزارة التعليم العالي بقدرما نشهد هذا التوسع الكبير على مستوى انتشار الجامعات في المناطق، وعدد برامج الابتعاث، ومراكز التميز؛ فإننا نشعر أن ذلك يضيف إلينا تحدياً آخر نضعه دائماً في أذهاننا، وهو التوسع النوعي وضبط الجودة حتى يكون هناك توازن بين الانتشار وبين المخرجات الجيدة، مؤكداً أن الوزارة تتعاون مع الجامعات في تفعيل برامج منوعة للطلاب والطالبات، بما يحقق تفاعله مع العملية التعليمية، ويكون المحرك والدافع لها، بحيث يصبح الطالب ليس متلقياً فقط، وإنما مشارك في التطوير، بما ينعكس على معارفه ومهاراته. واشار إلى أن الطالب مع توافر الإمكانات والبرامج النوعية المقدمة له حالياً سوف يجد البيئة المناسبة للإنتاج والعمل وتطوير الذات، وبالتالي ننتظر منه التفاعل، والاستجابة لكل ما هو مقدم له، والخروج من الفكر التعليمي التقليدي بحثاً عن أفق أوسع من التعليم القائم أساساً على المهارات، بما يخدم سوق العمل.
باحثة في مختبر الخلايا الجذعية بجامعة الملك سعود
مراحل التطوير
ويرى "د. العنزي" أن الطفرة التي تعيشها مؤسسات التعليم العالي ليست فقط للطالب، وإنما حتى الأستاذ في كليته والمسؤول في عمادته وإدارته؛فالجميع ليس قادراً على مجاراة سرعة الإيقاع في تطور التعليم، وبرامجه، ومجالاته المتعددة.
وقال إن العملية التعليمية التي نسير عليها الآن هي على ثلاث مراحل، مرحلة بناء البنية التحتية، ممثلة في التوسع في الجامعات الجديدة في جميع المناطق، وبرامج الابتعاث، والمرحلة الثانية هي توفير البيئة التعليمية المناسبة، من خلال ما تقوم به وزارة التعليم العالي من تنفيذ جملة من البرامج المتخصصة للطالب والأستاذ، والمرحلة الثالثة هي توفير الدعم المالي لمؤسسات التعليم العالي لمواكبة النمو والتطور، وهو ما تحقق في هذا العام برقم قياسي.. التي وكل البرامج التي تقوم بها وزارة التعليم العالي، ثم بعد ذلك الأستاذ فالطالب، هذه العملية تكاملية، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الأخرى الذي يشهده التعليم العالي الآن هو حدث غير عادي، فالميزانية التي خصصت للتعليم العالي هذا العام تعد أكبر ميزانية، وهذه أول مرة في تاريخ ميزانيات المملكة. فهل الطالب الآن هو مهيأ لما يدور في التعليم العالي سواء من المسؤولين ولاة الأمر أو على مستوى وزارة التعليم العالي، ولذا أعتقد أن وزارة التعليم العالي وضعت الخطط لمجاراة الإيقاع الحاصل من الدولة حتى تساعد الطالب على مجاراة هذا الإيقاع وبناء البنية التحتية، وتهيئة البيئة التعليمية للطالب.
جهود وزارة التعليم العالي
ويشير "د. الغامدي" إلى أن وزارة التعليم العالي رائدة في مجالات عديدة خصوصاً في التوجه الحديث من أجل دعم وتشجيع الطلاب والطالبات في الجامعات، حيث وفرت كل السبل من أجل إنجاح العملية التعليمية، وركزت في الطالب لكي يكون قادراً على أن يخدم هذا البلد مستقبلاً، موضحاً أن الوزارة قدمت كل ما تستطيع من تقنيات ووسائل مختلفة، ووفرت الخبرات الخارجية للطلاب لكي يتم إثراء الساحة العلمية لدى الجامعات، والاستفادة من هذه الإمكانات والتقنيات في الجامعات لتشجيع الطلاب على الابتكار والإبداع.
وقال إن الوزارة سباقة في مجالات عديدة في وقتنا الحاضر وأيضاً في الأوقات السابقة، مثل إنشاء مراكز تميز تهتم بالبحث العلمي وتركز في الطالب بشكل كبير جداً، كما تشجع التواصع العلمي بين طلاب الجامعات السعودية، والمؤتمر المقبل - إن شاء الله - تشجع على تواصل الطلاب وطالبات التعليم العالي في البحث وربما الشراكة البحثية فيما بعد.
هل الطلاب متفاعلون؟
وحول تفاعل الطالب الجامعي لما يحدث من متغيرات وتطورات داخل الجامعات السعودية، أوضح "د. العوهلي" أن الوزارة تشجع على اكتشاف الطلاب والطالبات المبدعين والمبتكرين ودعمهم بما يحتاجونه وكل ما يلزمهم، وفعلاً هناك عينات الآن في المملكة وخارج المملكة حصلت على أوسمة وعلى براءة اختراع، وهذا نتاج من العملية التي قامت بها الوزارة خلال السنوات الماضية، والآن نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك تفاعلاً كبيراً جداً من الطلاب، ولمسناه أيضاً من العدد الكبير من الطلاب والطالبات المشاركين في هذا المؤتمر من الأبحاث والابتكارات، وهذا دليل واضح فعلاً على أن التوجه أو العمل الذي قامت به الوزارة هو يسير في الاتجاه الصحيح، وبالتالي نتج عنه الآن المشاركة الفعالة من جميع الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية ومنها حتى الجامعات الناشئة التي بدأت تشارك في هذه العملية التعليمية والتشجيع على هذه الأمور للطلاب والطالبات.
واضاف أن العلاقة التكاملية بين الوزارة والجامعات تنطلق من إدارات الجامعات الأكاديمية والوظيفية للعملية التعلمية وعن طريق المجالس الإدارية للجامعات كلها، ويأتي دور الوزارة دورا مكملا ورافدا يسهل لهذا الدور التكاملي الذي ننشده، وهذا الحراك الذي تقوم به وزارة التعليم العالي هو حراك مكمل لما تقوم به الجامعات، ولذلك كل هذه البرامج هي برامج داعمة ومخصصة في ميزانيات الجامعات، موضحاً أن الوزارة لا تريد أن تكون هذه البرامج بمثابة رسالة اقتناع بما تقوم به الجامعات، وتجاهل دورها الأساسي في التخطيط الكامل للتعليم العالي ككل، ولذلك وضعت الوزارة في خطتها سبعة محاور أساسية تصب في صلب المحور التعليمي والبحث العلمي وأيضاً خدمة المجتمع.
وقال بالنسبة إلى الحديث عن الطالب كمحور العملية التعليمية وضعت الوزارة عدداً من المبادرات التي تدعهما بطريقة تنافسية مع الجامعات، بالإضافة إلى ما تقوم به الجامعات من فعاليات وبرامج ومناشط مختلفة، ولكن الوزارة هي مكملة لهذا الدور، وعلى سبيل المثال هناك برنامج إرشاد الطلاب والطالبات، وهذا البرنامج يقام في الجامعات منذ فترة طويلة، ولكن الوزارة طرحته بطريقة شمولية وتنافسية تركزت في قضايا أساسية ليست بالطريقة التقليدية في برنامج خدمات إرشاد الطلاب الذي هو فقط الإرشاد الأكاديمي، وإنما ينبني على فهم الطالب والطالبة لدوره في المجتمع، وكذلك دور الطالب والطالبة في العمل التطوعي، ودور الطالب في التفاعل مع برامج التوعية والأمن الفكري والأخطار المحدقة، سواء كانت المخدرات، أو الجرائم، وغيرها من الأمور التي تجعل الطالب أو الطالبة عنصواً غير فاعل في المجتمع، وهذا الجزء أردنا فيه أن يعرف الطالب أنه أصبح له دور في الخريطة المجتمعية، ولذلك فإن برنامج خدمات الإرشاد الطلابي وبرنامج المهارات الطلابية والبرنامج الصيفي للطلاب المتميزين وبرامج الابتعاث وغيرها من البرامج، تساعد وتشجع الطلاب على فهم دورهم الأكاديمي والاجتماعي، مشيراً إلى أنه في عدد من الجامعات الأن نطرح البرنامج للتنافس ونساعد فيها الجامعات الناشئة حتى نجعلها في صف الجامعات القديمة النشأة، حيث إذا فازت برامج في الجامعات القديمة تتعاقد الوزارة مع الجامعات التي فازت بأن نسكّن هذه البرامج في الجامعات الناشئة بحيث تقوم بدورها، ونبدأ نركز في المهارات المختلفة مثل مهارات الاتصال، ومهارات قيادة الكمبيوتر، ورخصة القيادة، وبرامج العمل التطوعي، إضافة إلى معرفة دور الإنسان في الجامعات وفي المجتمع وفي أسرته، وهذا المفهوم والعمل يجب أن يبدأ الطالب في تناوله ووعيه والاحساس به ويتفاعل معه، ولا يجب أن ينتظر فقط حتى تنتهي دراسته ثم يبدأ يفكر في وظيفته، ومدى علاقتة بالمجتمع، وجميع هذه القضايا أساسية بالنسبة إلى الطالب والطالبة، موضحاً أن برنامج الإبداع والتميز طبق الآن حتى على أعضاء هيئة التدريس في المهارات للسنة الثالثة، وهناك أعداد طبق عليهم في الداخل وبعضهم خارج المملكة، وفي العالم الماضي كان العدد فوق (832) عضو هيئة تدريس، فهذا الحراك نحن نلمسه بالنسبة إلى الطالب وقد ذهب أكثر من مائتي طالب من جامعات المملكة إلى عدة دول مختارة اختياراً، وفي برامج تمتد إلى ثمانية أسابيع في الصيف تتناول اللغة والمهارات وزيارات إلى مراكز البحوث المتقدمة، خصوصاً في بعض الدول التي اختيرت، حيث استفاد الطالب من هذا الحراك وتفاعل مع التدريب الخارجي، وجميع المؤشرات الأولية تطمئن ولله الحمد على أننا على الأقل في الخط الصحيح، وبدأنا نتفاعل بشكل جيد، والمعرض الدولي للتعليم العالي الذي عقد مؤخراً خير شاهد على هذه البداية الصحيحة..
المؤتمر يحفز طلاب الجامعات نحو اقتصاد المعرفة
احتياجات الطالب الجامعي
وأكد الطالب "العجاجي" أنه على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة بين الجامعات ووزارة التعليم العالي تجاه تحفيز وتعزيز دور الطالب الجامعي، إلاّ أن هناك كثيرا من الاحتياجات التي يفتقدها الطالب في مسيرته التعليمية، أهمها: بناء علاقة قائمة على الشراكة، والحوار المتبادل بين الطالب والأستاذ، وتقليل ساعات المناهج الدراسية، بما يسم للطالب الإفادة من إمكانات الجامعة في جميع الفعاليات والمناشط الثقافية والرياضية والعلمية، إلى جانب تعزيز الشرح الإليكتروني للطالب في القاعة، وتفعيل الزيارات المتبادلة بين الجامعات في الداخل والخارج، وتقديم الدعم المالي للطلاب المتميزين..
استمرار التعاون
ويشير "د. العنزي" إلى أن ما تحقق للطلاب في الجامعات ما زال في بدايته، ومن الصعب الحكم على نجاحه، ولكن هناك مؤشرات تكشف أن الطالب سابقاً كانت علاقته بالجامعة هي علاقة محاضرة ثم يأخذ شهادة في النهاية، لأنه يعتقد أن بيئة الجامعة فيها نفور وغير جاذبة، ولكن حالياً - إلى حد ما - أنعكس الحراك العلمي والثقافي والرياضي والبحثي في الجامعات على أداء كثير من الطلاب والطالبات؛ مبيناً أن وزارة التعليم العالي ساهمت مشكورة في دعم هذا الحراك مادياً ومعنوياً، والنظر إلى الطالب على أنه هو أساس العملية التعليمية.
وقال: كيف أجعل الجامعات بيئة جاذبة للطالب بحيث يقضي أكثر وقته فيها؟، والجواب هو أن يستمر هذا التكامل بين الجامعات ووزارة التعليم العالي لتحفيز الطالب على الإنتاج والتميز، وتقديم برامج مشتركة لتنمية مهاراته وقدراته، ومواصلة الجهود للتنسيق مع جامعات خارجية لتطبيق برامج التخرج في عدد من التخصصات، مشيداً بخطوة وزارة التعليم العالي في إعطاء الطلاب الفرصة للمشاركة في المؤتمرات الدولية، ولذا بدأنا نلمس عينة من الطلاب نفخر بها.
ويرى الطالب "الجليفي" إن البرامج والدورات التي تقيمها الجامعات، وتحديداً جامعة الملك سعود التي ينتسب لها ناجحة جداً، ومن ذلك الدورات المساندة والأكاديمية والمهنية، وأنا كطالب استفدت من هذه الدورات - ولله الحمد -، كما تم استثمار إمكاناتنا كطلاب للمشاركة في المؤتمر العلمي الذي نحن بصدده الآن.
ودعا الطاب "الشويفي" بتفعيل أكثر للدورات الطلابية، ودعم مشاركات الطلاب في المناسبات الداخلية والخارجية، وتقديم الدعم المالي، والاحتفاء بمنجزاتهم، وتسويقها في المجتمع..
وعن المعوقات التي تواجه الطالب الجامعي للانخراط في هذه البرامج، قال "د. الغامدي" نحن اليوم نعيش نقطة تحول في العملية التعليمية على مستوى الجامعات وعلى مستوى المملكة، وطالب اليوم يختلف عن طالب الأمس، وطبعاً الطالب حالياً يشارك في العملية التعليمية، وأصبح مسؤولاً في الجامعات، ولدينا الآن في كل كلية طالب في مجلس الكلية، فإذاً هناك مشاركة فعالة من الطلاب، وأحياناً نغبطهم على الفرص المتاحة لهم عن ما كانت في السابق.
ويرى "د. العنزي" أن هدف الطالب سابقاً في العملية التعليمية هو إيجاد مقعد في الجامعة بغض النظر عن التخصص، والآن الأمور اختلفت، فالمشكلة هي كيف ندخل الطالب في الكلية والجامعة التي يرغبها الطالب، ولكن تبقى المشكلة في أن الطالب لايزال يقرن بين الجامعة وكأنها ثانوية، وبالتالي يحتاج إلى وقت حتى يتأقلم مع البيئة الجديدة للتعليم في الجامعات..
ويؤكد "العوهلي" أن أكثر ما ينشده الطالب من برامج وفعاليات متحقق في الجامعات، ولكن المشكلة هي في ثقافة الطالب والطالبة اللذين لا يعيشان التحدي مع الذات؛ لتجاوز العقبات، وتحقيق الطموح، والوصول إلى الهدف، وهذه التحديات هي التي تصقل الشخصية، وهي التي تبرز التميز، وهذا ما أرادته وزارة التعليم العالي من تنفيذ هذه البرامج، بحيث نوجد طالباً يعيش هذه التحديات التي تكسبه، وتصقل لديه الموهبة؛ حتى يستطيع أن يكشف نفسه، والطالب يأتي إلى الجامعة مركزاً على الشهادة والحصول على الوظيفة، ولذا يفترض أن نضع أمامه شعار التحدي ليستطيع تجاوز الصعوبات، وهنا تبرز الإمكانات الفردية، والمهارات الخاصة..
المؤتمر العلمي
ويرى "د.العوهلي" أن المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي يكمل المسيرة التعليمية المتميزة التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي حالياً، كما يعد جزءاً من البرامج التي نسعى من خلالها إلى تفعيل دور الطالب في بناء وتطوير وتقدم مجتمعة، كما نريد من هذا المخرج الذي يحمل معرفة ومهارة وتوجهات أن يكون مواطناً صالحاً في ذاته ومجتمعه وأسرته ووطنه وللعالم أجمع، وهذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق نظرياً، بل لابد أن تترجم عملياً، وهذه الجوانب العملية في مثل هذه الممارسات وهذه البرامج تخلق الشخصية التي تعرف كيف تتحدث مع الناس، وكيف ينظم الوقت، وكيف يستقبل الناس، وكيف يرتب المحاضرات، وكيف يعرف قيمة المحاضرة، وهنا وجدنا أن المؤتمرات الطلابية هي ممارسة عالمية، ولها فوائد جمة، وتجعل الطلاب يقابلون هذه التحديات بقوة في المجالات التعليمية المختلفة، الأمر الآخر هو أن المؤتمرات تعد مرحلة لبناء مسيرة حياة الطالب أو الطالبة، وهي أيضاً مرحلة انعطاف ورجولة والاعتماد على الذات، وهي مرحلة بناء التوجهات وبناء العلاقات.
وقال: هذا المؤتمر شعاره مؤتمر طلابي للإعداد والتقويم والإدارة والمشاركة، والآن ربما في كل جامعة ما لا يقل عن 2000 - 3000 طالب اشتركوا في البرامج التحضيرية في معظم الجامعات، كما حدث في جامعة الملك سعود، وجامعة جازان، وجامعة الأميرة نورة، وقد عملت مسابقات تحضيرية لهذا المؤتمر، وهي أعمال رائعة استفاد منها الطالب في جانب المهارات وصقلها، وذلك لأننا نريد أن يكون محور العملية التعليمية هو الطالب ونسعى إلى أن يزود بجميع ما يحتاجه في المستقبل.
واضاف أن المحاور الأساسية للمؤتمر، هي: محور العلوم الأساسية والهندسية والحاسب الآلي، ومحور العلوم الطبية والصحية والصيدلة وطب الأسنان والعلوم الطبية التطبيقية، ومحور العلوم الإنسانية والدراسات الإسلامية والعربية وعلم الاجتماع والجغرافيا واللسانيات واللغويات. واشار إلى أن المؤتمر سيشهد أيضاً جملة من الفعاليات والمسابقات في مجال الفنون التشكيلية، والمسابقات الفنية والخط العربي، والتصوير الفوتوغرافي، كذلك الابتكارات في مشاريع التخرج، وأيضاً ريادة الأعمال مثل الذي يحول مشروعاً إلى منتج يستطيع أن يأخذ عليه براءة اختراع، وهناك أيضا الأفلام الوثائقية..
وقال لقد حرصنا أن يكون المحكمون في كل محور من ذوي الاختصاص الأكاديميين والمهنيين، فمثلاً الأفلام الوثائقية اتصلنا بالإذاعة والتلفزيون في وزارة الثقافة والإعلام لعرضها على متخصصين يتولون عملية ترشيح الأعمال الفنية، واتصلنا بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأيضاً الجمعية السعودية لرسامي الكاريكاتير لتحكيم الأعمال المقدمة، مؤكداً أن المؤتمر لا نتنازل فيه عن مستوى الجودة.
واضاف أن عدد المشاركات الطلابية المقدمة للمؤتمر بلغت (5076)، وسيتم تحكيم هذه الأعمال للحصول على الجوائز، وهي:خمسين ألفاً للجائزة الأولى، وثلاثين ألفاً للجائزة الثانية، وعشرة آلاف للجائزة الثالثة، ثم بعد ذلك سبعة آلاف لكل جائزة من الجوائز الأخرى، ولكن قد نحجب الجوائز إذا لم يرق العمل العلمي لمستوى الجائزة.
مؤتمر الشراكة..
ويرى "د. العنزي" أن هذا المؤتمر خلق ثقافة جديدة للطالب السعودي، وجعل منه عنصراً فعالاً في العملية التعليمية، ويعطي المسؤولين في التعليم العالي وفي الجامعات مؤشراً لوجود قيادات مستقبلية، وقدرته على المنافسه عالمياً في القرن الحادي والعشرين، وأعتقد أن هذا المؤتمر نقلة من ضمن النقلات النوعية التي تقوم بها وزارة التعليم العالي.. وأعود وأكرر أننا نعيش حلماً ومن ضمن هذه الأحلام مشاركة الطلاب والطالبات في الإعداد والتنظيم والبحوث في هذا المؤتمر الطلابي وهي منتج طلابي مائة بالمائة.
بينما يرى "العجاجي" أن المؤتمر جعل هناك تنافساً بين الجامعات خاصة في مجال البحوث.
وأكد "د. العوهلي" أن المؤتمر حقق نجاحاته منذ أن رأينا تلك المشاركات الطلابية، فبوادرها الإيجابية خلفت هذا الجو من التنافس الذي وجدناه، وبالفعل يوفر للطالب البيئة التي تهيئ له - بإذن الله تعالى - مستقبلاً يجعله رقماً فعالاً ليس فقط على مستوى ذاته وأسرته، بل على المستوى الوطني وعلى مستوى العالم أجمع.
ويشير "الجليفي" إلى أن هذا المؤتمر جعل من الطالب منظماً ومخططاً ومشاركاً في تحمل مسؤولية العمل، إلى جانب تنمية إبداعات الطلاب ومهاراتهم في عدد من المجالات..
ويرى "د. الغامدي" أن المؤتمر فريد في نوعه، وهو شراكة طلابية بين الطلاب وأيضاً بين وزارة التعليم العالي، ما أدى إلى إثراء الساحة العلمية لدى الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية، وأيضاً تشجيع التبادل المعرفي ومد الجسور بين الطلاب.
ويشير "الشويفي" إلى أن المؤتمر عبارة عن عمل "الفريق الواحد"، وبتكاتف هذا الفريق سوف ينجح المؤتمر في النهاية، وأنا كطالب هناك فوائد كبيرة اكتسبتها من خلال مشاركتي في هذا المؤتمر، أهمها اكتساب الخبرة قبل الدخول في الحياة العملية المقبلة، ومعرفة قيمة العمل الجماعي، وتحمل المسؤولية، وتفادي الأخطاء في المستقبل، والتهيئة لسوق العمل..
«مؤتمر الثقة».. وتجمع الخبرات
يهدف المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي إلى رفع المستوى العلمي والثقافي لدى طلاب وطالبات جامعات السعودية المختلفة، وتهيئتهم لاكتساب العديد من الخبرات، وهو يعد حقيقة مؤتمراً علمياً يهدف إلى الارتقاء بالمهارات والإسهامات البحثية بهدف رفع المستوى العلمي للطلاب والطالبات على حداً سواء، كما يعد "مؤتمر الثقة" بمهاراتهم وإمكاناتهم في جميع المجالات.. والسير نحو العالم الأول بقوة وطموح مستمرين.. ومن بوادر تحقيق بعض أهدافه المشاركة الكبيرة التي حظي بها المؤتمر من المشاركات البحثية من مختلف التخصصات؛ حيث قاربت ستة آلاف بحث، ويعد هذا الإقبال من طلاب والطالبات مؤشراً قوياً على اهتمام الطلاب بالأبحاث والنظرة البعيدة المدى لأهمية ذلك، ويعد إعداد هذا المؤتمر الأول في نوعه في المملكة العربية السعودية سابقة تشكر عليه الوزارة إذ إنها ركزت وتركز في تطوير طلابها وطالبتها وإعدادهم إعداداً بحثياً، وسيكونون - بإذن الله - فئة واعدة ستقود زمام البحث العلمي سواء في المستقبل القريب أو البعيد..
وقد عقدت اللجنة النسائية للمؤتمر ورشتي عمل للطالبات، كما عقدت عدة اجتماعات مع الطالبات المنظمات للمؤتمر، وكان هناك حماس شديد من الطالبات للمشاركة في ورشة العمل، والمشاركات البحثية، والتنظيم وخلافه. كما لا يفوتني أن أنوه إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الطالبات بمختلف الجامعات للمشاركة في هذا المؤتمر.
د.حصة بنت عبد العزيز المبارك
رئيسة اللجنة النسائية
مشروع علمي وطني طموح
إقامة المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي لعام 1430ه الذي تنظمه وزارة التعليم العالي مشروع علمي وطني رائد لاستثمار طاقات الطلاب والطالبات وتوظيفها بالشكل الذي يعزز وينشط البحث العلمي؛ لنواكب بذلك ونحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين نحو بناء وتحقيق اقتصاد يقوم على المعرفة، وثقة الوزارة بطلابها وطالباتها كبيرة؛ لأنها على علم ويقين أن جامعات المملكة قد أهلت الطلاب والطالبات وزودتهم بالمهارات الإدارية والتنظيمية، بما يجعلهم على أهبة الاستعداد للمشاركة بتنظيم محافل علمية على مستوى كبير من الحرفية والإتقان.
وكذلك أجد أنها فرصة ذهبية لترجمة الأفكار بأسلوب علمي، حيث كل يوم نتفاجأ أكثر بقدرة الشباب على التفكير الإبداعي وحبهم للعلم والأرقام ستكون أقوى برهان على عدد المشاركات العلمية، نتطلع إلى أن يكون هذا المؤتمر بتنظيمه وتحقيقه للنتائج والأهداف - إن كانت على المستوى القريب أو البعيد - نموذجا يحتذي به على الصعيد الإقليمي والدولي، وسيكون بلا شك مفخرة لكل من ساهم في المشاركة فيه؛ لأنه لن يكون أبدا حدث عادي.
أصايل العوهلي
طالبة من كلية الأنظمة والعلوم السياسية
جامعة الملك سعود
المشاركون في الندوة
د. محمد بن عبدالعزيز العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر
د. سالم سفر الغامدي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر
د. علي بن دبكل العنزي رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر
أحمد بن سليمان العجاجي رئيس اللجنة العلمية للطلاب
عبدالرحمن بن محمد الجليفي عضو لجنة العلاقات العامة
رائد بن فهد الشويقي عضو لجنة العلاقات العامة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.