شهد العمل التطوعي في المملكة نقلة نوعية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث شجعت مبادرات عدد من الهيئات والمؤسسات غير الحكومية الشباب على الانخراط في عدد من المشروعات الاجتماعية والإنسانية. ولا شك أن المشاركة الواسعة للشباب في العمل التطوعي حققت نجاحات ملموسة للمبادرات والفعاليات والأنشطة التطوعية التي عززت وعي المجتمع بأهمية العمل التطوعي وأهمية تنمية طاقات الشباب واستثمار الكفايات الوطنية الشابة في تحقيق الأهداف الاجتماعية. ولا شك أن التطوع يلعب اليوم دورا مهما في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية باعتباره قيمة مضافة للمؤسسات لا يترتب عليها أي أعباء إضافية على ميزانيات المؤسسات، بالإضافة إلى دوره في تعزيز روح الانتماء للوطن وتكريس قيم التكافل والمشاركة والعطاء وحس المسؤولية الجماعية لدى الأجيال، ومع تنامي حركة النهضة والتنمية الشاملة التي تشهدها البلاد، أصبح دور العمل التطوعي فاعلا في مختلف المجالات ولاسيما في الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية والمؤتمرات والمنتديات والندوات، والعمل التطوعي يعد من أهم وسائل تعزيز دور الشباب في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة، وخير شريحة ممكن أن تُنجح العمل التطوعي وتصل به إلى حد الإبداع والتميّز، هي فئة الشباب، القادر أكثر من غيره على فهم المشاكل وإيجاد الحلول الأنسب لها، وهناك الكثير من الأشكال والممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي: من مشاركات تقليدية ذات منفعة متبادلة، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب منه ذلك، وإنما يمارسه الفرد كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، النظير هو السعادة والرضا عند رفع المعاناة عن المصابين ، ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمساكين والمحتاجين. وتعد السنة المطهرة داعمة وداعية لفعل الخير فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله أن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة." وقال: لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجة خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة"، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" والحديث الشريف هنا يشير إلى نفع الناس عامة وليس النفع للمسلمين. لذلك أدعوا من منبر هذه الصحيفة المباركة "صحيفة الخرج الالكترونية" كافة شباب وشابات محافظة الخرج الخيرين إلى تأسيس جمعية شبابية للتطوع "جمعية شباب الخرج للعمل التطوعي" يكون مركزها في السيح، ويكون لها فروع في كافة مراكز المحافظة، فشباب الخرج ولله الحمد معروفون بحبهم لخدمة الناس، ودائما سباقون للأعمال التطوعية، فلهم بجانب تاريخهم العريق بيئة غرست فيهم روح المبادرة وحب البذل والعطاء لبلدهم ومجتمعهم، فهل يتحقق يا شباب الخرج هذا الطلب الذي به سترفعون بإذن الله رؤوسنا معكم عاليا، وستشرفون سمعة الشباب في بلادنا، وتكونون مثالا رائعا للعطاء يحتذي فيه، وتبرهنون به على حسن تربيتكم وتعليمكم وطيب معدنكم وصدق ولائكم وانتمائكم لمحافظتكم ووطنكم؟ إن أملنا فيكم كبير، وظننا فيكم أبدا لن يخيب، وستجدون بالتأكيد من كافة المسؤولين وعموم مجتمع الخرج (أفراد ومؤسسات) كل عون ودعم وتأييد، والوطن يستحق أكثر من ذلك، فسيروا والله معكم، ويسدد على حسن النوايا خطاكم.