فإني أحب أن أذكر لك بعض الوصايا الجامعة النافعة عسى الله تعالى أن يختم لنا بخير ويجعل عواقب أمورنا إلى خير فأقول وبالله التوفيق : من كف لسانه عن الناس شرح الله صدره ويسر أمره وأعلا ذكره وغفر وزره ووسع وأنار قبره وضاعف له مثوبته وأجره , ومن صان أعراض الناس صان الله عرضه من الناس وألبسه الرحيم خير لباس فيمشي بينهم وما عليه منهم من حذر ولا بأس وسد بذلك طريق الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس , ومن ذب عن عرض أخيه ذب الله عن عرضه ومكنه الله تعالى وآمنه في أرضه وسلمه من الفزع الأكبر في يوم حشره وعرضه جزاء وفاقا لما قام به من فرضه , ومن قام بما أوجب الله عليه تجاه العلماء أحبه أهل الأرض والسماء واستغفرت له الأشياء ووسع الله له العطاء وأعلا نزله في دار الأتقياء , وخف الله في الناس ولا تخف الناس في الله وعاملهم بما تحب أن يعاملوك به وآت للناس ما تحب أن يأتوك به ، واعلم أن خير ما خرج به العبد من هذه الدنيا الذكر الحسن ، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا ، واعمل لسانك بكثرة الذكر , واستقل ما تقدمه من الطاعات , ولا تفخر ولا تبغ على أحد , واعف واصفح عمن أساء إليك وقابل السيئة بالحسنة , وعليك بمعالي الأمور ودع سفاسفها , وأوصيك بتقوى الله وحسن الخلق ، وأتركك في مساء الخير أو صباحه والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. خاتمة كتاب : (قواعد في الحكم على الآخرين) للشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله تعالى أبو خلاد ناصر بن سعيد السيف 1 صفر 1433 ه