بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد : ^^ لا يعتقد أعضاء الهيئة والمناصرين لهم ( أمثالي ) ، أن باستطاعتهم إغلاق أفواه الناس .. ^^ ولا يعتقد أعضاء الهيئة أيضاً أن مضادات محاسنهم ، ستقاوم فيروسات أخطائهم التي يرتكبونها .. فإذا آمنا بهذا ، فإننا سوف نبدأ فعلياً في البحث عن جذور هذا المشاكل والحوادث المتكررة ، وكيفية الوقاية منها والقضاء عليها ، لا معالجتها ، من خلال ما يلي : أولاً : جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يتحدَّث الناسُ أن محمداً يقتل أصحابه " ، الصوت العام للمجتمع ، وما يدور في مجالس الناس ، اهتم له النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ اهتمام ، بينما تجاهل هذا كثير من الإخوة في جهاز الهيئة ، فأي المنهجين أصح ؟! ثانيا : عدم إيماننا بما ذكرته في أول نقطة ، يدعونا إلى تكميم الأفواه وإغلاقها ، وهذا ما يخطئ فيه كثير من المناصرين لجهاز الهيئة ، احتجاجاً بأنه جهاز حسبة ، وأن محاسنه أكثر من مساوئه ، متناسين أن جهاز الشرطة أيضا حسبة .. والبلدية حسبة .. والصحة حسبة .. فيمارسون نقدها ، وتصحيح أخطائها ، وما اعوجَّ منها صباح مساء ، فما الفرق !! ثالثاً : ممارسة عملٍ عام في الملأ ، لاسيما إن كان جهاز دولة ، فإنه يمنح المجتمع دفتراً ليقيد فيه الأخطاء التي يمارسها ذلك الجهاز ، وبالتالي يصبح صوت المجتمع سلطته أقوى ، فمن يسلب تلك السلطة !! رابعاً : عدم وضوح اللوائح والقوانين للعاملين وللمجتمع ، يجعل دائرة الاجتهاد واسعة ، وبالتالي تحدث الكثير من المشكلات ، كما حدث في الحادثة الأخيرة ، حادثة ((( أسواق الروشن ))). فلا يُقبل تماماً في أي جهاز تابع للدولة ، أن يحتوي على مساحة فضفاضة واسعة ، تتيح لأحد أعضائه ، أن يقوم بمنع شيء ، أو أن يقوم بإيقاف أو مسائلة شخص ما ، بينما يَسمح به عضو آخر ، إما لذات الشخص أو ذات الفعل ، فأين الخلل !! فينبغي أن تكون اللوائح والأنظمة ، واضحة للجهاز وللمجتمع ، بحيث تضيق دائرة الاجتهاد حتى تنعدم ، وبالتالي نقضي على أحد أكبر أسباب هذه الحوادث . خامساً : في كثير من الوظائف الحكومية ، وبعض وظائف القطاع الخاص ، يخضع المتقدم إلى فحص لدى الطبيب النفسي ، ومن خلاله يمكن التعرف على سمات شخصية المتقدم ، وأهمية هذا في جهاز الهيئة أشد ، وحاجته آكد .. فإن جهاز الهيئة يخالط المجتمع بجميع أطيافه ، المتعلم والجاهل ، الكبير والصغير ، الذكر والأنثى ، وبالتالي يلزم أن يكون ذا شخصية هادئة مستقرة ، يُحسن التعامل مع الظروف ، والأخطاء بجميع أشكالها ، (( وأعتقد شخصياً أن من غادر سن الطفولة حديثاً !! لا يمتلك هذه المهارة والخبرة ، التي تحتاج إلى زمن لتنضج عنده ، فهل يوجد في جهاز الهيئة مثل هذا ؟! )) .. سادساً : لو سلمنا جدلاً ( وهو من المستحيل أن يحدث ) أن المجتمع يتجاهل ويتغافل ويتناسى هذه الأخطاء الفادحة التي تقع من الهيئة ، فإن تراكم الأخطاء وازديادها ، يسبب احتقاناً كبيرا ، قد يَنتجُ عنه رفضاً مطلقاً لشعيرة كاملة ، عند أول صيحة ناعق .. فعلى ذلك فإن نقد الناصحين ، والمحبين لجهاز الهيئة ، لا يعدو إلا أن يكون ريشة رسام تُصلِحُ غََبَشَ اللوحة .. أخيراً : من المهم أن يتفاعل جهاز الهيئة مع ما قمت بطرحه ، وما سيطرحه غيري بإيجابية ، وأن يتعامل مع النقد كداعم للارتقاء والتميز ، وعاملٍ للتصحيح !! وأن يستخدموا منهجية عمر رضي الله عنه : " رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي " .. وأن لا يوضع كل من نصح وقوَّم في قالب المنتقصين ، وباعثي الفتن ، ومريدي الفتنة .. فما نحن إلا قومٌ محبون .. ناصحون .. مشفقون .. والله على ما أقول شهيد .. أخوكم / علي بن عبد العزيز القعيضب البريد الإلكتروني : [email protected] صفحتي على الفيس بوك : http://www.facebook.com/profile.php?id=100002340307502&ref=tn_tnmn